نشأ الإنسان على حب التواصل والاتصال بغيره ، ولکي يشبع هذه الغريزة کان لزاما عليه أن يتفاعل ضمن سيرورة عملية تحکمها أربعة أرکان مرسل مستقبل رسالة ووسيلة وان غابت هذه الأخيرة کان يعوضها بمجهوده الاتصالي حتى يتحقق الاشتراک وبالتالي الاتصال ، ومع التطور الذي شهدته بنية المجتمع تطورت معه تباعا الوسائل والسبل الاتصالية وانسحب هذا التطور ليمس حتى اللغة المستخدمة . هذا التطور المطرد لم يأت من فراغ بل تأثر بعوامل کثيرة کما أنه في مقابل ذلک أثر في ميادين متعددة . ولنفس الغاية –الاتصال – حاول الإنسان جاهدا مشارکة الغير مختلف أفکاره  وقد کان أبرزها الانتماء الديني ، حيث کان للدين الدور البارز في تطوير السبل والوسائل الاتصالية ،فظهرت الدعاية بشکل کبير مع حملات مجمع نشر الإيمان لنشر الکاثوليکية على يد البابا غريغوري الخامس عشر عام 1622 ،  کما تطورت سبل نشر العقيدة بمختلف أشکالها موازاة مع التطور التکنولوجي للوسيلة الاعلامية ، حيث اجتهد أتباع کل دين لإيصال دينهم عبر أفضل الوسائل الممکنة، سواءً عن طريق الرسائل والکتب- مع ظهور مطبعة غوتنبرغ الذي طبع کأول کتاب "الانجيل " أو الخطب المنبرية أو الأناشيد والترانيم المقدسة، حتى إن بعض اسهامات الدين في مجال وسائل التواصل أخذ طابعاً تاريخياً و أثريا طبع في ذاکرة الشعوب والأمم، وأصبح عند بعضها أشبه بالفولکلور الشعبي .