الحديث النبوي الشريف هو کلّ ما وصل إلينا وأخبرنا بما صدر من الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – من قول أو فعل معيّن قام به، أو إقراره لفعل أحد ممّن يحيطون به، وممن احتکّ بهم أو سمع عنهم، بالإضافة إلى صفاته الأخلاقيّة أو الخَلُقية أو سيرته العطرة والأحداث التي مرّ بها سواء کانت قبل بعثته الشريفة أم بعدها. لهذا فالحديث النبوي هو تراث الرّسول الأعظم کاملاً. وقد بذل العلماء المسلمون الأوائل جهداً کبيراً في نقله وحفظه وتنقيته من أيّة شوائب قد تعلق به على مرّ الزمان، وهو جهد مشکور يشکرون عليه أيما شکر؛ حيث إنّهم استطاعوا أن يحفظوا لنا هذا التراث الجميل، وقد تحوّل جهدهم العظيم إلى خطّة يسير عليها علماء التاريخ وکلّ من لهم حاجة في النقل عن القدماء في أيّ علم کان، لما لمسوه من إتقان لا نظير له.