الحمد لله رب العالمين، أعزنا بالإسلام وهدانا للإيمان، وشرفنا من أمة سيدنا محمد  عليه الصلاة وسلم، وعصمنا من الضلالة وعلمنا بعد الجهالة، ومن علينا بالتوفيق والهداية إلى أقوم طريق وأشهد أن محمداعبده ورسوله، ختم الله به النبوات وأکمل برسالته جميع الرسالات، وهيمن بکتابه على سائر ما سبقه من الکتب، اللهم صل وسلم على هذا النبي وعلى آله وأصحابه او من اهتدى بهديه واستن بسنته، والتزم طريقه إلى يوم الدين.
وبعد،
فإن قضية الإعجاز قضية مشهورة، وإذا کان التراث العلمي قد أعرض عنه بنو جلدته، وناصبوه العداء والنکران لأسباب مختلفة.
فمنهم من يرى عدم الحاجة إليه، ومنهم من ينظر إليه بعين النکران والاحتقار، وأنه شيء من الماضي قد ولى انبهارا بأيدلوجية يؤمن بها ويرکن إليها ويرى فيها الصواب وحدها، وفيهم من يجهله، ولا يکاد يعرف عنه شيئا.
ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتبين لنا موقف المارکسيين من التراث عند أشهر أعلامهم من رجالات الفکر في العالم العربي والإسلامي من أمثال:
الطيب تزيني.
حسين مروة.
وقد وضحنا في هذه الدراسة المشروع الثقافي عند المارکسيين الطيب تزيني وحسين مروة، وناقشنا کل واحد  منهما في مشروعه. کذلک ناقشنا مشروع اليسار الإسلامي عند حسن حنفي مبينين مشروعه الثقافي، ومنهجه في تجديد التراث، ثم الحکم عليه من خلال ما کتبه خاصة وأنه قد سماه باليسار الإسلامي. وهذا ونسأل الله الهداية والتوفيق والسداد ويرزقهما الإخلاص في القول والعمل.