في اطار الثورة الصناعية الرابعة والتي نتج عنها انتاج كم هائل من البيانات عن طريق توظيف تقنية المعلومات في الحياة اليومية للأفراد و اعمال المنظمات الرسمية والخاصة في مختلف المجالات. وصبح من الممكن معالجة كميات كبيرة من البيانات المتنوعة بسرعة عالية واستخدامها في الوقت الفعلي. بينما تعتمد الطرق التقليدية لإنتاج الإحصاءات الرسمية من حيث مصادر البيانات بشكل رئيسي على بيانات المسوحات وبيانات السجلات الإدارية وتأخرها في تلبية احتياجات المستفيدين من الإحصاءات الرسمية برزت إمكانية الاستفادة من البيانات التي تنتجها الاجهزة الاليكترونية المحيطة بنا وكذلك الناتجة عن شبكة الانترنت وعبر شبكات التواصل الاجتماعي.  وفى ضوء ما سبق يسعى البحث الحالي إلى دراسة دور البيانات الضخمة في تطوير الإحصاءات الرسمية. عبر استطلاع الدراسات السابقة وتجارب بعض الدول والمنظمات في استخدام البيانات الضخمة بغرض تطوير الإحصاءات الرسمية ، وذلك باستخدام منهج البحث الوصفي من خلال الدراسات السابقة والأدبيات التي تمكن الباحث من الاطلاع عليها. وقد خلصت الدارسة الى أهمية بناء قدرات الكوادر المتخصصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات المختلفة؛ لتساعد في تحليل البيانات الضخمة و إنتاج الإحصاءات الرسمية منها. وضرورة رفع مستوى الوعي بأهمية البيانات الضخمة لدى العاملين في القطاع الاحصائي الرسمي من قيادات وموظفين في المؤسسات العامة والخاصة. أيضا، العمل على بناء استراتيجية وطنية لتطوير الإحصاء الرسمي باستخدام مصادر البيانات غير التقليدية ومنها البيانات الضخمة. يتم من خلالها استثمار البيانات المتوفرة لدى مختلف الجهات الحكومية والخاصة ووسائل التواصل لاجتماعي عبر مشاريع تجريبية لإنتاج إحصاءات رسمية. كما أكدت الدراسة على ضرورة وجود اطار وطني للحوكمة وضمان أمن وحماية خصوصية البيانات للمفردات الإحصائية.