حقل تعليم اللغة و تعلمها من الحقول الحديثة التي نشأت لسد حاجة المؤسسات التعليمية المختلفة لأغراض التعلم و العمل المتعددة كالترجمة و البحث و التجارة و الدعاية و التسويق و الإعلام و اكتساب العلاقات و دمج المهاجرين و تعليم اللغات لغير الناطقين بها و غير ذلك، و تتحدث هذه الورقة عن عدة نظريات بارزة وتطبيقاتها في حقل تعلم اللغتين الأولى و الثانية؛ حيث تشرح أهم مبادئ هذه النظريات من النظرية السلوكية التي ترى أن البيئة هي محفز اللغة الأوحد، و أن المتعلم لا يمكن أن يترك بمفرده في العملية التعليمية، معطية اهتماما كبيرا للوسائل المساعدة من تلقين، وتكرار، وتعزيز، وتغذية راجعة، و إلى نظرية المعرفة الوراثية و النمو الإدراكي لبياجيه التي اعترضت على مبادئ السلوكية الأساسية؛ لتقرر أن التعلم اللغوي يخضع لعامل طبيعي هو عامل التطور الإدراكي، ثم آراء شومسكي في نظريته الفطرية و الذي بدوره اعترض على السلوكية، متجها إلى داخل الإنسان، و قدراته ودوافعه الذاتية، و نظرية التطور الإدراكي و المسماة كذلك بالنظرية الاجتماعية الثقافية لفيوتجسكي التي اعترضت على إهمال النظرية الفطرية للجانب الاجتماعي في تعلم اللغة؛ جاعلة منه محور نظريتها، و فرضيات كراشن؛ التي تتمحور حول البحث عن استراتيجيات تسهيل تعلم اللغة الثانية، و التي استطاعت أن تحرز تقدما كبيرا في هذا السياق، و أن تسهم في تطوير طرق التعليم المتبعة، و تقدم الورقة – في نهاية عرض كل واحدة من النظريات السابقة- فكرة موجزة عن كيفية تطبيقها في الفصل الدراسي، ثم تسرد أهم النقود الموجهة لهذه النظريات و تطبيقاتها، و تنتهي بتقديمها صورة مقترحة لكيفية الاستفادة منها في مجال تعليم العربية لغة ثانية.