يمر الإنسان عبر مراحل حياته المختلفة بمجموعة من التغيرات التي تمس جميع جوانب شخصيته الجسمية والانفعالية والمعرفية والاجتماعية وغيرها، وتستمر هذه التغيرات مع الإنسان إلى لحظة وفاته، وتعد مرحلة الشيخوخة محصلة لکل التغيرات التي حدثت معه على مر السنين، هذه المرحلة التي يعتبر نزلاؤها من بين أکثر فئات التربية الخاصة مدعاة للاهتمام باعتبار أنها مرتبطة بتدهور في الحالة الجسمية والنفسية وحتى الاجتماعية في مقابل مراحل العمر السابقة. وإذا کانت الشيخوخة مرحلة بيولوجية حتمية، وهي انعکاس للتطور والنمو الذي يمر به الفرد، تتسم بالانحدار الدائم والمستمر الناجم عن تراکم وتکاتل العوامل الضارة التي تحقق تدهورا عضويا ووظيفيا مستمرين فإنها في نظر المسنين أنفسهم مرحلة غير مرغوب بها فبالإضافة إلى ما يرتبط بها عند البعض من أمراض، ومعاناة کالاکتئاب، والخوف من الموت، والانطوائية وغيرها هي عند الأغلبية الزحف ببطء نحو النهاية، لذا أصبح مثل هؤلاء الأشخاص مدعاة للاهتمام أکثر من غيرهم لإعانتهم على تحقيق التلاؤم والتکيف مع مستجدات الحياة المختلفة وبالخاصة ممن يعانون منهم من مرض الزهايمر أو ما يعرف أيضا بالعته الشيخوخي، والذي هو موضوع مقالنا هذا.