هدفت هذه الورقة البحثية إلى التعرف على مصادر الفکر الإداري الأخرى عند المسلمين غير المصادر الرئيسية والفرعية، وذلک من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية:ما مصادر الفکر الإداري في التاريخ الإسلامي؟ وما مصادر الفکر الإداري في الموروث الإنساني الذي تمثله الحضارات بأنواعها؟ وما مصادر الفکر الإداري في الواقع المعاصر؟، وقد اعتمدت الورقة البحثية على أسلوب المنهج الوصفي التحليلي القائم على جمع وتحليل المعلومات التي تضمنتها المراجع الأساسية والمراجع الأخرى التي تهتم بعلم الإدارة في الإسلام بشکل خاص، وتوصلت إلى النتائج التالية: يعد الفکر الإداري الممتد عبر العصور والأزمان موروثا حقيقيا متبادلا عبر الحقب التاريخية، فالتجارب الإدارية العميقة أصبحت مرجعا لکل حضارة وزمن يأتي بعدها. وأسهم الموروث الإنساني الغني بالعديد من التجارب في أن يکون مصدر إلهام لکثير من العلماء المسلمين المعاصرين الذين استطاعوا الانطلاق من خلاله وصبغه بصبغتهم، وقد کان الصينيون أول من وضع نظاما للمسابقة الوظيفية والفراعنة أول من قسم الدولة إلى أقاليم تتبع لنظام المرکزي. وأسس الفکر الإداري الإسلامي الممتد قبل 14 قرنا بدءا من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومرورا بعهد الخلفاء الراشدين والعصور الأموية والعباسية لمبادئ إدارية معاصرة في وقتنا الحاضر مثل تبنيه الشورى وأحکام الولاية والقضاء والدواوين وغيرها. وأسهم العلماء المعاصرون بدءا من القرن الماضي في تأسيس مبدأ الإدارة وتحديد العلاقة الرئيس والمرؤوس بشکل دقيق في الإدارات الدنيا والوسطى والعليا. وأوصت الدراسة بإثراء مادة التاريخ التي تدرّس للطلبة في المدارس بالعديد من تجارب الفکر الإداري في الإسلام ورفد المکتبة المدرسية بالعديد من المراجع بهذا الشأن، وتشجيع الکتّاب المتميزين إلى تحويل العديد من القصص الإدارية الإسلامية الناجحة إلى دراما حقيقية غير مشوهة تکون وجبة مهمة لکثير من متابعي الشاشات والمنصات الرقمية العربية.