تهدف هذه الورقة العلمية إلى ابراز طبيعة العلم، والمنهج العلمي في التفکير لدى الرواد المؤسسين للمنهج العلمي الحديث، حيث تم استعراض رؤية کل من المفکر العربي  عبدالرحمن بن خلدون ، ورؤية المفکر الإنجليزي فرانسيس بيکون ، باعتبارهما أول من وضعا قواعد المنهج العلمي الحديث في العلم، القائم على التشخص المادي، والموضوعية، والحسية، والرصد والملاحظة، والتسجيل والتحليل، والمقارنة والاستنتاج والتفسير للظواهر الکونية. کما اهتم المقال بالمقارنة بين رؤية کل منهما فيما يتعلق بالقواعد والضوابط المنهجية في ابداع المعرفة العلمية، وانتاجها ونشرها. وقد قَّدم بن خلدون في عمله المعروف بالمقدمة خلاصة خبراته العلمية والسياسية والاجتماعية بعين ناقدة ذات رؤية تکاملية ، کما يعد أول من ناقش القضايا الاجتماعية بصورة علمية تحت مسميات عدة أوردها في مقدمته منها علم العمران، علم المعاشرة، الاجتماع الإنساني، کما حدد النهج الذي يجب إتباعه، هذا النهج عُرف بعدها بقرنين بالاستقراء وقدمه بيکون واعُتبر أول العلماء مساهمة في قضايا المنهج العلمي، لکن بيکون تناول المنهج العلمي الاستقرائي من إطار العلم الطبيعي، أما عالمنا العربي فقد تناوله من خلال رؤي العلم الاجتماعي، وهذا دليل دامغ علي أسبقيته الفکرية في تناول المنهج التجريبي، مع دليل آخر علي صحة التجريب کنهج يمکن إتباعه في تناول قضايا العلم الاجتماعي،