تهدف هذه الورقة البحثية إلى عرض التجربة الجزائرية في مجال التعليم عن بعد، هذا الأخير هو عبارة عن نظام تعليمي يهدف إلى توصيل الخدمة التعليمية إلى المتعلم في مکان تواجده وفي الوقت الذي يناسبه، فالبعد هنا يقصد به البعد الزماني والمکاني. کما رکزت على التعليم عن بعد في الجزائر من خلال عرض التجربة الجزائرية في هذا المجال، والمتمثلة في تجربتها في القطاعات الثلاثة المکونة للنظام التعليمي والتکويني في الجزائر، ويتعلق الأمر بکل من التربية الوطنية، التعليم العالي والبحث العلمي، والتکوين المهني. ثم خصصت جزءا من هذا البحث لتلخيص أهم الصعوبات والعراقيل التي تواجه التعليم عن بعد في الجزائر، والتي تتمثل أساسا في صعوبات مرتبطة بالجانب المالي وتکاليف التعليم عن بعد وما يحتاجه من بنى تحتية متطورة. وصعوبات أخرى متعلقة بالجانب التقني ومدى التحکم في التقنيات التکنولوجية الحديثة. بالإضافة إلى صعوبات خاصة بالموارد البشرية التي يجب أن تکون مؤهلة وکُفْأة وقادرة على التکفل بجميع مراحل العملية التعليمية عن بعد. کما رکزت على الصعوبات الفکرية والثقافية والمتمثلة في النظرة الخاطئة لبعض المعلمين والمتعلمين للتعليم عن بعد ولکل ما هو جديد من تکنولوجيات المعلومات والاتصال. وأشرت في الأخير إلى أن التعليم عن بعد في الجزائر لا يزال في بداياته، ويحتاج إلى بذل مجهودات کبيرة لإرساء قواعده ودمجه في المنظومة التعليمية والتکوينية الحالية.