يقوم اقتصاد المعرفة بشکل اساسى على انتاج المعرفة و اکتسابها و نقلها لاستخدامها بشکل اکثر فاعلية من قبل الافراد و المؤسسات و المجتمعات لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولقد ادى تبنى العديد من الدول لاقتصاد المعرفة والاعتماد على رأس المال الفکرى الى تغيير فى متطلبات سوق العمل حيث تسود التکنولوجيا الحديثة لتصبح الحاجة ملحة لذوى المهارات العالية ممن لديهم القدرة على الابداع وابتکار افکار جديدة و تطبيق التکنولوجيا والمنتجات الحديثة بشکل فعال وينخفض الطلب على ذوى المهارات المنخفضة او العمالة الرخيصة التى ليس لديها القدرة على التميزو المنافسة ومواکبة التقدم التقنى .  وتعد الهجرة احد اهم روافد توفير العمالة المتميزة حول العالم، والتى ساهمت بشکل مباشر فى بناء العديد من المجتمعات و الامم على مر العصور منذ القدم، فأنتقال البشرعلى اختلاف داوفعهم وأهدافهم هو محرک التاريخ.  وفى عصرنا الحديث ،فى عام 2013، بلغ عدد المهاجرين الدوليين نحو 230 مليون شخص اى ما يعادل 3.2% من عدد السکان فى جميع انحاء العالم. تحدث الهجرة، وخاصة ما يعرف بهجرة العقول، من اکاديمين و علماء حاملى للدکتوراه واطباء ومهندسين و مهنيين ومديريين تنفيذيين لشرکات متعددة الجنسيات وهى کلها خبرات تساهم فى خلق المعرفة فى بلدان المقصد وفى نشرها حول العالم. ولقد بدأت ظاهرة الهجرة فى المنطقة العربية منذ أواخر القرن التاسع عشر سواء الى اوروبا او الولايات المتحدة الامريکية اوامريکا الاتينية لتزداد حدتها مع التغيرات السياسية الاخيرة فى المنطقة  على إثر الثورات العربية و الحروب الاهلية. ولقد شکلت الهجرات العربية عنصراً فعالاً فى بناء و تقدم البلدان التى قصدوها وکانت للأيدى العاملة العربية أثرها فى بناء مجتمعاتهم الجديدة. ومن ثم تأتى أهمية هذة الدراسة للاجابة عن السؤال البحثى الرئيسى وهو "ما هو أثر الهجرة على اقتصاد المعرفة فى ضوء الهجرات العربية؟" وذلک من خلال: 1-      التعرف على المفاهيم المختلفة للهجرة وعلاقتها باقتصاد المعرفة. 2-      الوقوف على تداعيات ظاهرة الهجرة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً سواء فى الدول المصدرة او الدول المستقبلة. 3-      دراسة تجارب الهجرة العربية فى البلاد المستقبلة. 4-      رسم سيناريو لکيفية استفادة البلاد العربية من خبرات المهاجرين الناجحين فى ضوء التجارب الدولية.