تعد تکنولوجيا الاتصال والإعلام إضافة إلى کل من التعليم والابتکار والحاکمية الرشيدة الرکائز الرئيسية الأربعة التي يقوم عليها اقتصاد المعرفة. وما التسميات التي أطلقت عليه؛ "اقتصاد المعلومات" و"اقتصاد الانترنت" و"الاقتصاد الرقمي" إلا انعکاسا لمراحل مختلفة من تطور واستخدام تقنية الاتصال والإعلام لعملية انتاج ونقل ونشر المعرفة الاقتصادية. ويمثل مستوى التطور في هذ التقنية من أهم مؤشرات قياس تحقق اقتصاد المعرفة. وفي هذه الدراسة تم تسليط الضوء على ثلاث محاور أساسية؛ تناول الأول منها الأساس النظري لعلاقة تکنولوجيا الإعلام والاتصال باقتصاد المعرفة، حيث التأکد من إعمال نموذج دانيال ليرنر في التنمية وکتابات روجرز عن تبني الأفکار المستحدثة ونموذج الإعلام التشارکي المطلوب في مرحلة الانتقال نحو الاقتصاد المعرفي، فيما تطرق المحور الثاني إلى قدرة الإعلام کصناعة على دعم ودمج المجتمعات في اقتصاد المعرفة ومتطلبات ذلک الدمج، والتخفيف من الآثار السلبية المؤقتة التي قد تعتري عملية الانتقال تلک. فيما تناول المحور الثالث واقع صناعة الإعلام والتحديات الأساسية التي تواجه المجتمعات بشکل عام والعربية بشکل خاص والتي تعيق من تعظيم مزايا وقدرة الإعلام على الاسهام في هذا الاقتصاد الذي يطمح إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق الرفاه للمجتمعات، والتي کان أهمها ضعف انتاج المحتوى النوعي من المضامين الاتصالية ذات العلاقة بالاقتصاد المعرفي، سواء کان ذلک بسبب ضعف الاستثمار في هذا القطاع أم إلى سيطرة الحکومات أم الرغبة في جني الأرباح السريعة، دون الاهتمام بالأهداف التنموية، حيث أشير إلى أهمية صحافة البيانات في الأوساط الإعلامية حاليا وأثرها في إيجاد إعلام مستدام يتسم بالعمق والمهنية ليکون قادرا على دمج الأفراد وإشراکهم في عملية صنع القرار وتحديد ومصيرهم سياسيا واجتماعيا وبيئيا.