تعالج هذه الورقة الحوار وتوضح أهمية إکسابه کعملية فنية لتبادل الرأى والرأى الآخر بشکل متمدن ومفيد وخاصة مع التغير الکبير الذى جرى داخلنا وحولنا على مستوانا الفردى والمنظمى والمجتمعى عربياً وغربياً وعالمياً حيث أصبح الحوار يمارس ويؤثر بشکل خفى ومباشر ونفسياً على قرارتنا الجماعية والحقيقة أيضاً ربما على قرارتنا الفردية والحوار يفتح آفاق جديدة للتفکير والتأمل فى العلاقة بين طرفى الحوار والتغير الذى يطرأ عليهم واعتباره کعملية معيارية مما يستدعى التأمل فى هذه العلاقة ومحتواها. أيضاً الأثر الناتج والمحصلة من ممارسة الحوار بأشکاله المختلفة فى قدراتنا وقراراتنا ومدى الاستيعاب الذى يحدث لدى طرفى الحوار دون الوقوع فى مهاوى الارتجال والارتباک والعصبية ودائرة الفعل ورد الفعل والتى تحول دون تبلور أفق نظرى وفکر واع وممتد يمثل أساساً قوياً وعميقاً يرشد قراراتنا وأفعالنا. ونقطة البدء أننى کباحثة سأحاول أن أتناول الحوار کعملية وأنظر إلى البحث إلى أنه مهمة لها أبعاد متنوعة ومتعددة تتطلب منى أن أسلک وأطرق مجموعة من المفردات والمفاهيم تعمل على التناول المتنوع النابع من خلفية المراجع الحديثة التى تناولت هذا الموضوع والذى يفيد فى الوصول إلى صورة متکاملة عن هذا المفهوم بما يساهم فى إمداد المهتمين فى مجال الخدمة الاجتماعية والتنمية البشرية والعلوم الاجتماعية بإطار نظرى ومرجعى للمساهمة فى تنمية ثقافة الحوار لأعضاء المجتمع بمستوياته المختلفة وما يترتب عليه عند أداءه کعملية متکاملة إلى تقبل الآخر الذى هو أحد نتائجه العملية والإيجابية وخاصة فى مجتمعنا المصرى الذى يمر بأصعب مراحل ممارسة عملية الحوار وبالتالى قبول الآخر والخروج باحترام متبادل وفکرة تم تناولها بکل الوجوده حيث تتفاعل الخبرات بما يعود على طرفى الحوار بنتائج إيجابية من مفاهيم مکتسبة لموضوع الحوار وأيضاً سلوکيات مرتبطة بأداء جيد لأحد جوانب إرساء العلاقات الاجتماعية.