تحکم الجانب الجيوسياسيفي مسار علاقات ليبيا مع القارة العجوز عموماً وايطاليا خصوصاً ، حيث شکلت منفذاً للأسواق في إفريقيا ناهيک عن المحيطين العربي والإسلامي ، وهو ما يسري بالاتجاه الآخر . مثل الاقتصاد ُصلب العلاقات الليبية – الايطالية ، ورسخ ذلک جملة من المعطيات منها إن ميزان المعاملات التجارية يصب في صالح ليبيا ، لذا سعى الطرفين إلى إدامة هذه الصلات ، وتجلى ذلک في التبادل المستمر للزيارات سواء على الصعيد الرسمي أو رجال الأعمال والمستثمرين؛ ولذا يمکن القول إن العلاقة بين ايطاليا وليبيا ذات بعد تاريخي بامتياز ، وصل ذروته أبان مرحلة الاحتلال الايطالي (1911-1943) والذي اتخذ أسلوب الضم والاستيطان ، أي إن المنظور الاقتصادي يبرز وبوضوح من خلال ذلک، ومن الجدير بالذکر أن العلاقات الاقتصادية لم تنقطع کليةً بين الجانبين برغم التقلبات السياسية التي شهدتها ليبيا عقب انقلاب 1969، فقد سعت القيادة الليبية ومنذ البداية للبحث عن الاستثمارات الخارجية،فتوجهت وبدءا من عام 1972 نحو السوق الايطالية للاستثمار فيها، متخذة منها بوابة للعبور نحو الأسواق الأوروبية . تتمتع ليبيا بموارد کبيرة بل ضخمة من النفط والغاز وإمکانات متميزة لزيادة هذا الإنتاج ، وهي رابع اکبر منتج للنفط في إفريقيا ، وتملک اکبر احتياطات نفطية. لذا بدأ التنقيب عن النفط في ليبيا في عام 1955 ، وتم اکتشاف النفط العام 1959 ، من قبل شرکة اجيب Agep  الايطالية (إحدى شرکات مجموعة ايني Eni )،وبالمقابل تستورد ايطاليا 25% من أحتياجتها النفطية و33% من أحتياجتها من الغاز من ليبيا ، في حين يعود تواجد الشرکات النفطية الايطالية إلى مرحلة الاحتلال، وتأتي في مقدمتها ايني، وهي اکبر مستثمر أجنبي في ليبيا.
  شهدت العلاقات بين الجانبين تطوراً کبيراً عقب عقد معاهدة الصداقة في 30/8/2008 ، والتي طوت صفحة الماضي الاستعماري  مما انعکس ايجابياً على التبادل الاقتصادي المشترک ، حيث وجهت ليبيا 90 %من استثماراتها إلى الضفة المقابلة ، لتعد الشراکة الليبية الأکبر في ايطاليا على المستوى  التجاري  . لذا لم يکن من قبيل المصادفة أن تکون الشرکات الايطالية أول من سارع للعودة لليبيا عقب نجاح انتفاضة 17/2/2011 من الإطاحة بنظام القذافي، رغبة منها في الحفاظ على استثماراتها الإستراتيجية طويلة الأمد وعلى عقودها الضخمة التي أبرمتها مع النظام السابق في قطاعي البنى التحتية والطاقة ، وهو ما تعزز بإعلان الطرفين في روما بتاريخ 15/12/2011 عن إعادة تفعيل معاهدة الصداقة المعقودة بين البلدين.