يتوقع الخبراء ظهور عِدة تخصصات جديدة في سوق العمل مختلفة جذريًا عن المعتاد عليه الآن کنتيجة طبيعية لثورات الجيل الرابع في الصناعة، والتي تمخّضت عن قدرات هائلة في مجال التقنيات الرقمية وتکنولوجيا المعلومات والاتصال، غير أن اللافت للنظر وفقًا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي لعام 2016 أن 65% تقريبًا من وظائف المستقبل لا يتم تأهيل الطلاب عليها في نُظم التعليم العالي الحالية لمواکبة السرعة الهائلة للابتکارات الرقمية. ومن هنا يسعى البحث الحالي إلى استکشاف مهارات سوق العمل المطلوبة لوظائف المستقبل، وکيف يمکن لنظام التعليم الرقمي أن يلعب دورًا جوهريًا وأساسيًا في دعمها والتأهيل بها لوظائف المستقبل من خلال الوقوف على معنى التعليم الرقمي لغة واصطلاحًا، ومعرفة القوى المؤثرة فيه کمحددات أساسية له في عصر الثورة الرقمية، وأنماط التفاعل في بيئة التعليم الرقمي وأشکاله، بالإضافة إلى استعراض أربعة نماذج لتجارب دولية في التعليم الرقمي داعمة لمهارات سوق العمل؛ إثنان منها على المستوى القومي للدولة، واثنان على المستوى الجزئي للمؤسسة التعليمية في کل من الولايات المتحدة الأمريکية ودول الاتحاد الأوروبي، ثم يستعرض البحث تحديات التعليم الرقمي وفقًا لأرکان العملية التعليمية وبيئتها المحيطة، ويختم بأهم النتائج والتوصيات.