إن أول دين جرد الإله عن الأوثان وظواهر الطبيعة هو الدين اليهودي، الذي ينتمي إلى دين سيدنا إبراهيم (عليه السلام) فاليهودية هي التي أُوحيت إلى أنبياء بني إسرائيل، هي ديانة توحيديه، غير أن اليهود أنفسهم لم يکونوا في جميع عصورهم موحدين، ولم يأخذوا بالتوحيد دوماً وهذا هو مثار الالتباس في العقيدة التي يعتنقونها، واليهود في تطورها من خلال تتابع الأنبياء، هي ديانة تتبع الناسخ والمنسوخ، أو أنه يضاف إليها تشريعات جديدة وهذا ما لا يؤمن به اليهود أنفسهم، والدين اليهودي هو عصب العنصرية اليهودية وبالتالي فهو يختلف عن بقية الأديان حيث نجده عبارة عن مجموعة من العقائد والطقوس والشرائع ونظم سلوکية وأخلاقية تراکمت عبر آلاف السنين ومرت بأطوار مختلفة ونزلت على أکثر من رجل وواکبت التحولات التاريخية والاجتماعية والسياسية لهذا العنصر المنغلق فبعضهم يلتزم بما ورد في النصوص الشرعية، وبعضهم يرون في الکهنة والأحبار^(1).