في عالم سريع التغير حيث تتجلى فيه المادية والطموح السياسي والهيمنة الاقتصادية بشکل واضح، يبدو أن الواقعية العابرة أحد أکثر المقاربات الممکنة للواقع. يسمح مصطلح "عبر الواقعية"، الذي صاغه رودي روکر، للکتَّاب بتقديم تصورهم المباشر للواقع بطريقة رائعة، وبالتالي الهروب من النهج الواقعي المحترق. يمکن اعتبارها "دعوة للاستيقاظ مصممة لإبعاد [القراء] عن رضاهم، وإجبارهم على النظر والاعتراف، باتجاه خطير أو حتى کارثي يتخذه المجتمع" (Loeweinstein 2017). يستخدم الکاتب في هذه الحالة الخيال، والعالم البديل، والغموض، ويسافر الوقت لتقديم أنماط الإدراک النموذجية. رواية أتوود، التي تمت دراستها بدقة من وجهة نظر نسوية، تقدم نفسها کمثال على مثل هذه القراءة. تدور أحداث الرواية في المجتمع الثيوقراطي الخيالي في جلعاد، وتناقش الرواية فرضية تخريب المجتمع "الديمقراطي" الحالي للولايات المتحدة من قبل نظام شمولي. يقدم الواقع الجديد المتخيل أرضًا قاحلة مستقبلية تتأثر بالإيديولوجيات الحالية.
الهدف من هذه الورقة هو تقديم إعادة قراءة للرواية کنص عبر واقعي يتلاعب بالنصوص الفرعية المهيمنة سياسياً والمختلة علمياً في الوقت الحاضر، لتقديم نظرة نموذجية حيث تتقدم الإنسانية إلى الخلف وإلى الأسفل . [عدل[