حينما نتناول الأدب الجاهلي نتناول أقدم وأجود التراث الذي وصل إلينا، وتعد المعلقات من أدق القصائد التي صورت ذلک العصر الجاهلي. يُعنى هذا البحث بدراسة کتاب الشيخ محمد أبو موسى "الشعر الجاهلي دراسة في منازع الشعراء" والوقوف على معلقة امرئ القيس والموازنات الشعرية التي عقدها الشيخ بين أبيات معلقة امرئ القيس وقصائده الأخرى، أو بينها وبين قصائد غيره من الشعراء، وبدأت هذه الدراسة بمقدمة، ثم تمهيد تناول التعريف بالشيخ ومنهجه النقدي، ومکانة معلقة امرئ القيس في الشعر العربي قديمه وحديثه، ثم مبحثين تناول أولهما مفهوم الموازنة، وتناول الثاني بعض  الموازنات الشعرية في المعلقة، ثم الخاتمة متضمنة أهم نتائج الدراسة، وقائمة المراجع والمصادر. وقد بلغ شيخنا الفاضل قمة الإبداع في الإبانة عن أسرار هذه المعلقة وبيان أسرار لغة الشاعر الشعرية، وذلک من خلال الوقوف على أسرار الألفاظ والتراکيب بأسلوب مبدع، وعرض شيق، وتفکير ناقد، واتبع منهجا نقديا متميزا، من خلال تحليله التفصيلي لمفردات البيت الشعري وانتقاله من الکليات إلى الجزيئات، حيث تنطلق معاقد هذه المعلقة من (ذکرى) وقد أظهر الشيخ تفوق الشاعر في ربط جميع أبيات المعلقة بالمقصد الأعظم، مع الترکيز  على الصورة الشعرية تارة واللفظة تارة أخرى، وإصدار أحکام نقدية على تلک الموازنات ودائما ما يظهر الشيخ تفوق امرئ القيس في موازنته مفصلا أسباب ذلک، ووقفت هذه الدراسة على الإجابة على الأسئلة التالية: علام تقوم هذه الموازنات؟ ما أوجه الشبه والاختلاف بينها؟ ما الأشياء التي ذکرها الشيخ وما لم يذکره ؟ ثم ما الجديد الذي أضافه؟. أسأل الله أن أکون قد وفقت في الإجابة عن هذه الأسئلة، وحفظ الله الشيخ ونفع بعلمه.