يُعَدُّ التنافس والتحاور بين العلماء من أهمِّ عوامل الازدهار والثراء العلْمي، وقد أفاد هذا التنافس بين العلماء في إثراء المکتبة العربية في جانب الدراسات النحوية خاصةً، ومباحث العربية وفنونها عامةً، ومن صور هذا التنافس الاعتراضاتُ النحوية التي تُعَدُّ لونًا من ألوان الدراسات النحوية التي تُسهم إسهامًا کبيرًا في تقويم الآراء النحوية؛ لأنها تستند إلى الحِجج والأدلَّة؛ لذا اتَّجهتْ عناية النحويين إليها منذ وقتٍ مبکِّرٍ، وقد عمل ذلک على نضج الآراء النحوية وتماسک قواعدها.     وقد بدا واضحًا من خلال البحث في آراء أبي حيان الأندلسي والدماميني في شرحَيْهما للتسهيل، ومن خلال الموازنة بين منهجيهما في اعتراضاتهما على ابن مالک أنَّ العلل النحوية کانت هي السبب في اختلاف آرائهما النحوية؛ فقد تبيَّن أنَّ اختلافهم في الآراء والأحکام النحوية جاء نتيجةً للتعليل؛ فالعلَّة النحوية کانت هي مناط الحکم النحوي عند کلٍّ منهما؛ لذا يحاول الباحث في هذه الورقة أنْ يتناول العلل النحوية ومنهج کلٍّ من أبي حيان الأندلسي والدماميني تحت عنوان: " موازنة بين منهج کلٍّ من أبي حيان الأندلسي والدماميني في اعتراضاتهما النحوية على ابن مالک في شرح التسهيل "، من خلال الموازنة بين منهج أبي حيان ومنهج الدماميني في اعتراضاتهما النحوية على ابن مالک في شرح التسهيل.