يسعى هذا البحث إلى اکتشاف ملامح الخطاب النسائى فى مسرحية جاذبية صدقى (سکان العمارة). والخطاب النسائى هو الخطاب الذى يهتم بقضايا النساء ومشاکلهم قبل تبلور أيديولوجية الخطاب النسوى. حيث کانت هذه المسرحية  هى ثانى مسرحية مصرية ممثلة من تأليف امرأة، وقد عرضت على خشبة المسرح القومى عام 1955، من إخراج الفنان يوسف وهبى، وهى مسرحية مخطوطة غير منشورة، وقد اعتمدت فى قراءتها على نسخة مصورة من المرکز القومى للمسرح.
وتنقسم هذه الدراسة إلى قسمين؛ الأول: يتعلق بالموضوع، ويقوم على رصد وتحليل قضايا المرأة التى تعرضت لها المسرحية دون غيرها وفقا لترتيبها فى النص، وهى: حقوق الزواج، وحقوق الطلاق، والعمل، والتعليم، والتربية. وذلک فى ضوء وجهات نظر المفکرين المصريين المعاصرين للحقبة التاريخية التى  کتبت فيها المسرحية، حتى يتم دراسة المسرحية فى سياقها التاريخى.
والقسم الآخر: يتعلق بدراسة الشکل، والمقصود بالشکل هو رصد وتحليل آليات الخطاب النسائى کما وردت فى المسرحية. وقد تم رصد سبع آليات رئيسية يندرج تحتها العديد من العناوين الفرعية، وهى: حقوق المنصة، والحوار الحميم، وقافية التقريع الساخر، وأسماء التدليل، والغناء، والأمثال الشعبية، وفلتات اللسان.
لنکتشف فى نهاية الرحلة أن الکاتبة قد استطاعت فى أسلوب فنى يتناسب مع قواعد المسرح، تصوير الواقع المعاصر لها، وتحليله برؤية نقدية فاحصة، وبخاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة واقتراح سبل تطوير المجتمع، وکأنها تسير فى رحاب 23 يوليو 1952، حيث قدمت لنا فى نهاية المسرحية الحياة على النحو الذى ينبغى أن تکون عليه حقا بعد الثورة.