اعتمد العديد من القادة في معظم المدارس بالمملكة العربية السعودية لفترات طويلة على ممارسة وظائفهم في ظل ظروف من الحماية والاستقرار البيئي وعدم المنافسة، وغياب نظام الثواب والعقاب بالدرجة التي أدت إلى انخفاض الكفاءة الإدارية للعديد منهم بل والتأثير سلبًا على قدراتهم ومهاراتهم الإدارية، ولقد أدت تلك الظروف أيضًا إلى سيطرة نمط القائد التقليدي على مجريات الأمور للإدارة المدرسية ومع تعدد التحديات التي يواجهها عالمنا المعاصر ومن أبرزها شدة التغيير وسرعته مما يجعل من الصعب على أية منظمة مواجهة هذا التغيير بشكل فعّال في ظل الممارسات الإدارية التقليدية، وقد كشفت نتائج العديد من الدراسات إلى المشكلات التي تواجه قادة المدارس ، ومن ثم جاء هذا البحث ليركّز على تحسين الأداء المدرسي من خلال تحديد عناصر مقترحة للجدارات القيادية في ضوء الرشاقة التنظيمية لزيادة القدرة الإدراكية للمنظمات ومساعدتها على اكتشاف ورؤية المتغيرات البيئية وانعكاساتها على المنظمات وكيفية إيجاد السبل الكفيلة لتقديم الاستجابات المناسبة لتداعيات تلك التغييرات، واستخدمت الباحثتين المنهج الوصفي التحليلي لاستقراء الأسس النظرية للرشاقة التنظيمية والأسس الفكرية للجدارات القيادية في الأدبيات المعاصرة وقدمت الباحثتين تصور مقترح يحقق الترابط بين ما هو مأمول من القيادة التربوية والتحديات المستقبلية والذي يسهم في تحسين الأداء المدرسي بما يحقق انعكاس حقيقي لمضامين رؤية المملكة 2030 في التنظيم الإداري، وتعزيز دور الابتكار وحل المشكلات وتقديم الحلول لمختلف المجالات التعليمية، لدفع عجلة التطوير والتحديث بما يتوافق مع أهداف ومتطلبات رؤية المملكة 2030، والارتقاء بجودة مخرجات العملية التعليمية لتتواءم مع مواصفات ومعايير الأداء الفعالة، ويقوم التصور المقترح على مجموعة من الجدارات التي يجب أن يستند إليها عمل القيادات المدرسية في ضوء الرشاقة التنظيمية.