المرکزية واللامرکزية أسلوبين من أساليب التنظيم الإداري ولا يمکن الأخذ بأحدهما بشکل مطلق, بمعنى أن المرکزية الکاملة أو اللامرکزية الکاملة لا يمکن أن يتحققا في الواقع العملي, فالمشکلة ليست الاختيار بينهما ولکن في کيفية الجمع بينهما, فاللامرکزية ماهي إلا عملية نقل للسلطات مابين الحکومة المرکزية والأجهزة المحلية, وبالتالي فإن مقياسنا في المرکزية أو اللامرکزية هو قياس القرارات التي تتخذ في الأجهزة المرکزية, وکلما کانت القرارات التي تتخذ في المحليات أکثر وأقوى ولها الفاعلية الأکبر فإننا نکون متجهين نحو اللامرکزية, وإذا أمکننا تنظيم الوحدات المرکزية أمکن تنفيذ اللامرکزية تنفيذا سليما وفعالا. ويتضح لنا التوجه الحديث باللجوء إلى اللامرکزية في التعليم, وقد ذکرنا الأسباب والمبررات لذلک, لکن يجب ان نذکر بان تطبيق اللامرکزية يحتاج إلى ضوابط لتنظيمه حتى يحقق النتائج المرجوه منه. وفي حال عدم تطبيقه بالطريقة المناسبة سوف يؤدي إلى نتائج عکسية على مستوى جودة التعلم.