يُعد التوثيق جزء لا يتجزأ من علم المکتبات وامتداد طبيعي للعمل المکتبي الذي أوجبته طبيعة البحث العلمي وتزايد کم المعلومات في العصر الرقمي، فهو الأساس الذي انطلق منه في النصف الثاني من القرن الماضي علم المعلومات أو المعلوماتية بوصفه العلم الذي يدرس خواص المعلومات والبيانات وسلوکها وطرق ووسائل معالجتها والعوامل التي تتحکم في تدفقها ونشرها ووسائل تجهيزها لتيسير الاستفادة منها إلى أقصى حد ممکن، وتجميعها وحفظها وخزنها وتنظيمها واسترجاعها ونشرها واستخدامها، بهذا لا يختلف مجال العمل في التوثيق کثيراً عن مجالات العمل في علم المعلومات في العصر الحالي، ومن ثم فالعلاقة بينهما وثيقة ، على نحو أضحى فيه علم المعلومات علماً لا يمکن الاستغناء عنه، في مضمار البحث العلمي.   مع کل هذه التطورات التکنولوجية حولت المکتبات اهتماماتها من توسيع أبنيتها وشراء المطبوعات المختلفة إلى التوسع في مصادرها الرقمية وتحولت مجاميعها إلى مجاميع لا يشترط فقط وجودها داخل المکتبة وإنما کيفية الوصول إليها عبر شبکة الانترنت وأينما وجدت في العالم. إن مادة منهج البحث التاريخي من المواد الرئيسية للمعنيين والمتخصصين في ميدان علم التاريخ وحقوله المختلفة، کونها توضح أساسيات البحث ومنهجه العلمي الدقيق، لکن مع اختراع الحاسوب صار بالإمکان تخزين النص (أي الکلمات والرموز والعلامات مثل الأرقام) والصور معاً على شکل بيانات رقمية، ثم عرضها على الشاشات، کذلک أصبح بالإمکان أيضاً طباعة النص على هيئة نسخة مطبوعة على ورقة.