يشهد العالم المعاصر مع بداية القرن الحادي والعشرين فترة تغير سريع، يتم الانتقال فيها من العصر الصناعي, الذي قفز بالعالم قفزات هائلة للأمام، إلى عصر المعلومات وثورة الاتصالات، عصر التطورات التکنولوجية والمعلوماتية السريعة والمستمرة في شتى المجالات. ومن هنا تبذل المجتمعات الإنسانية النامية والمتقدمة جهوداً کبيرة لتوظيف ثورة المعلومات, وتنظيمها للإفادة منها لإتاحة الفرصة لأفرادها للانتفاع بما تحويه من معارف ومهارات, ومن ثم توظيفها لمواجهة مشکلاتهم الحالية والمستقبلية.
وفرض ذلک على التربية تحدياً جديداً هو إعداد الإنسان لکي يتوافق مع متطلبات المستقبل، واستيعاب ما يستجد من تغيرات عالمية ومحلية تؤثر على حياته ومستقبله، مما يتطلب من التربية أن تعزف عن تقديم تعليم تقليدي غايته ثقافة الإيداع، وعليها أن تتجاوز ثقافة التعليم للإمتحانات، بل تمضى إلى التعليم للحياة وامتلاک الأساسيات التي يحتاجها هذا القرن. بحيث تعنى مدارس المستقبل بتعليم أسس الاتصال ومهارات حل المشکلات والمعرفة العلمية والتکنولوجية, وکلها أداوت للتفکير تتيح لأبناء الغد حسن التعامل مع عالم التکنولوجيا والتقنيات المتقدمة، وعليها أن توفر تعليماً أفضل قوامه بالدرجة الأولى العلوم الحديثة.