ارتبط الإنسان منذ القِدم بمکان نشأته الأول وموطن ميلاده، لذا لم تخل آداب الأمم والشعوب من مظاهر الافتتان بالوطن والتغني به وبمن فيه من الأهل والأصدقاء نثراً وشعراً، حيث إن الشعور بالحنين والانتماء للوطن فطري لدى الإنسان يولد معه منذ لحظة الميلاد الأولى بل يلازمه مهما اعترضه من الأمور والأزمات داخل الوطن، وله من الأهمية ما لا نستطيع إنکاره ، والأندلسيون باعتبارهم أمة من الأمم الإسلامية والعربية القديمة لم يفتقدوا الشعور بالحنين إلى أوطانهم ، حيث إن الأندلس على وجه الخصوص جنة الله في الأرض على حسب ما يذکره المقري في وصفها. والباحث في التراث الأندلسي يجد الکتاب والشعراء مولعين بالتغني بمحاسن بلادهم والثناء عليها، ومن الأدب الأندلسي المميز هو رسائل الغربة والحنين إلى الوطن وهى هدف هذه الدراسة, والدراسة هنا تناولت من خلال الرسائل الأندلسية صورة منزلة الوطن في نفوس أهله, وصعوبة الغربة وسوء الأحوال الاجتماعية, وأيضا دلالات النفي عن الوطن والأهل وآثارها, واختتمت الدراسة بکيفية تصوير غربة الوطن والأهل.