هذا البحث يکشف عن الدور المهم الذي قامت به المعلومات الصوتية في صناعة المعجم العربي في ظروف زمانية ومکانية تکاد تلتقي والظروف التي تمر بها اللغة العربية في عصرنا الحاضر، مع اتساع الهوة واختلاف الوسائل. حيث کانت اللغة العربية تسعى إلى العالمية في ذلک الزمن، في مواجهة اللغة الفارسية والرومية، ولکن اللغة العربية الآن تواجه إخطبوط العولمة، لغة العلم الأولى اللغة الإنجليزية، بل لغة صناعة العلم إن جاز التعبير. ويرکز هذا البحث على الجانب العلمي المهم بالنسبة للمعجم قبل التفکير في الصناعة ذاتها، لذا بين البحث الفروق الدقيقة بين النظرية والتطبيق «علم اللغة النظري» و«علم اللغة التطبيقي»، وضرورة أن تقوم الصناعة التنافسية للمعجم على مختلف أشکالها وأحجامها، وأنواعها، ومکوناتها، وطرق إعدادها. ولا يرکز البحث على کيفية إعداد المعجم؛ لکنه يرکز على المادة «الوحدات المعجمية» التي يتشکل منها المعجم العربي، والکشف عن معالجة المعجمي العربي القديم لها، خاصة المستوى الصوتي بشقيه المادي والوظيفي. يحاول البحث إبراز جهود علماء المعاجم في فحص المادة المعجمية صوتياً: الصوت معزولاً، والصوت داخل البنية للتعرف على النسيج الصوتي للوحدة المعجمية العربية، بغية توظيف المعلومات الصوتية في صناعة المصطلح من جهة، وکيفية تصنيف المعرب والدخيل في مادة المعجم، ومحاولة تقريبهما من بنية الکلمة العربية صوتياً وصرفياً.