يحض النص - فى کل توجهاته- على الربط بين وجوه کثيرة من وجوه الحقائق الجمالية والإنسانية والوجودية والقيمية اللامتناهية، ومن هنا کان الفن الحقيقى الحى قطعة من روح الحياة نفسها، قطعة تجمع بين الراهنى والتجريبى والمستقبلى دفعة واحدة مما يدفع بالوعى الجمالى والنقدى إلى أقاصيه المعرفية والتخييلية البعيدة.
ولقد تأسست جماليات "القصة الشاعرة" فيما رأينا فى هذا البحث وفق منطق الرحابة والتعقيد والتداخل، أو بتعبير آخر، تأسست وفق ما اقترحناه هنا فى مصطلحنا الجديد( الخيال البينى المنظومى التعددى) ومحاولة تأسيس مفهوم جديد للأدبيات الجديدة المعاصرة، بما ينقلها من فکرة العلاقات المجازية الثنائية الخطية والتعاقبية إلى مفهوم العلاقات الشبکية النسقية والتعددية والکوکبية، مستبدلين فکرة العلاقة، بفکرة النسق، وفکرة البناء الفنى الدينامى الواحد للنص، بفکرة البناء التشعبى الشبکى المتداخل القادر على رصد خيال الحرکة والصورة والصوت والمادة والسرعة دفعة واحدة، وما نتج جراء ذلک کله من تغيير الأنموذج الجمالى من مفاهيم التسلسل والتعاقب التخييلى فى رصد علاقة النص بتقاليده الجمالية الموروثة والمعاصرة معا إلى الأنموذج الجمالى البينى التعددى القائم على التداخل والتشعيب والتشذير، والتزامن والتصادى الجمالى،بما أحدث معه تغيرا جذريا کيفيا فى مفهوم العلاقات المجازية فى بنية الخيال نفسه من جهة، ومفهوم علاقة القارىء بالنص من جهة ثانية.