يتناول هذا البحث قضية مهمة من قضايا الإبداع الأدبي، وهي الغرابة، في أدب کاتب بعينه هو صبحي فحماوي، في روايته "الإسکندرية 2050، تلک الرواية التي تعزف على وتر الغرابة المرتبطة بأدب الخيال العلمي، وکيف سيکون عليه حال الإسکندرية في عام 2050، والتدخل في علم الوراثة، من أجل تغيير فکر السلالة البشرية من الفکر العدائي إلى حب البشر والعيش في سلام مع الإنسان الأخضر، حيث تظهر تلک السلالة في قادم السنين، وهو ما يتمناه الکاتب، لأنه يعايش واقعاً أليماً مع قضيته الکبرى القضية الفلسطينية، ويبحث عن الخلاص بأي طريقة، حتى ولو تنبأ بما سيحدث في المستقبل بأن هناک عالماً غريباً سيتحکم في الجينات البشرية، والقدرة على تذکر الماضي کله وقت الموت، وفق تلک الأجهزة المخابراتية الحديثة والتي توصلوا إليها بفضل العلم الحديث الذي ستکون عليه الحياة في العام 2050. وهو ما سار عليه الکاتب منذ البدء وحتى المنتهى، وفي الوقت نفسه کانت عيناه على الماضي العربي البعيد في الأندلس ومن قبلها حضارته العربية، وتاريخه العربي العظيم ليربط بين الماضي والحاضر أملاً في مستقبلٍ مشرقٍ لهذه الأمة العربية، وقد طبقت على هذا العمل عدداً من المناهج في آن واحد؛ لأنَّ الرواية تحتاج ذلک نحو المنهج النفسي والتاريخي والاجتماعي. واستخدام الکاتب للون في هذا العمل أکد فکرته الرامية إلى التفکير في المستقبل وما يمکن أن يکون عليه، وهو ما يؤکد على لزوم الخروج من هذه الحياة التي فيها انکسار وذل والتي تمثلت في الريح الصفراء، إلى عالم فيه عزة وافتخار متمثلاً في اللون الأخضر وما سيکون عليه حال الإنسان.