اهتم الکاتب "سعد الله ونوس" بالجماهير المتلقية أعماله المسرحية ، وقد انقسم الجمهور لديه قسمين فرضتهما طبيعة الفن المسرحي واعتماده على نص وعرض ، فهناک الجمهور المُشاهِد الذي يشاهد عرض المسرحية على خشبة المسرح ،وهناک الجمهور القارئ المتخصص (الناقد الذي يقرأ المسرحية بين دفتي الکتاب؛ ليحللها و يقف على جمالياتها ، أو المخرج الذي يحول الکلمات إلى عرض مرئي )، وقد عدّ "ونوس" هذا التلقي القناة التي يصل عبرها إبداعه إلى جمهوره المشاهدين المنتمين إلى الطبقات الکادحة. وقد انشغل البحث بالإجابة عن سؤال کيف تلقى النقاد أعمال "ونوس" خاصة مسرحية "طقوس الإشارات و التحولات" التي کانت خروجاً على مألوف إبداع الکاتب في التوجه إلى الجماهير الکادحة من أجل تعليمهم ألاعيب السياسة، وحثهم على الثورة ضد السلطات السياسية القامعة،فجاءت المسرحية خطاباً للبحث داخل الذات الفردية واکتشاف زيفها، وخروجا على مألوف التلقي وصمته عن محظورات المجتمعات العربية :الدين و الجنس و السياسة ، فکشفت فساد السلطة السياسية و الدينية حينما يقمعان الفرد ويجبرانه على الخضوع وطمس هويته الحقيقية . کما سعى البحث إلى قراءة نص "طقوس الإشارات و التحولات " قراءة عبر نصية کاشفاً عما بينها و بين مسرحيتي "الملک هو الملک" و " يوم من زماننا" من صلات فکرية .