لقد ظهرت النظرية البراجماتية(أو التداولية) و ربيبتها "نظرية أفعال الکلام" لدواع فکرية و عقدية و سياسية و اقتصادية أنتجها الواقع الغربي الذي اتسع للصراع الفکري مثلما اتسع للصراع السياسي منذ عصر النهضة حتى زمننا، و قد صارت الفلسفة العقيدة التي يحتکم إليها بعد انهيار الملکية و الکهنوتية، و قد تمردت العقيدة الجديدة على المعايير العامة و المرجعيات، و أطلقت عنان الأفکار، و تبلورت عقيدة عدمية العقيدة التي تؤله الوجود في العالم و غاياته، و قد خرجت من رحم هذه العقيدة الفلسفات الوضعية و الواقعية و البراجماتية و الوجودية و غيرها من الفلسفات، و استجابت لها مذاهب لغوية و أدبية و بلاغية و نقدية، و قد ألقت هذه المذاهب بکلاکلها على البحث العربي الوئيد و المتقوت من الدراسات الغربية.