يعيش المجتمع المعاصر ثورة من الانفجار المعرفي في شتى المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، فالعلم الحديث يطالعنا کل يوم بما هو جديد، وأصبح تبادل المعرفة والمهارات والثقافة فى جميع المجالات ضرورة ملحة للمجتمعات المعاصرة. فالتغير الذى يعيش فيه العالم الآن إنما هو نتاج للثورة العلمية.
وهذه الثورة العلمية المعرفية تؤدى دوراً هاماً فى المجتمعات الحديثة وخاصة بعد أن أصبحت مورداً اقتصادياً فعالاً فى عصر المعلومات، وأصبح يطلق على الاقتصاد العالمي الجديد اقتصاد المعرفة العلمية^[1].
ومن ثم نجد أن أهم ما تتميز به بداية الألفية الثالثة هو "مجتمع المعرفة" ^[2] Knowledge Society  - ذلک المجتمع القائم على استغلال المعرفة کأهم مورد للتنمية الاقتصادية والنماء الاجتماعى بصفة عامة- بالإضافة إلى ذلک الکم الهائل من المعلومات والمعارف التى يتم نشرها يومياً فى أرجاء المعمورة، والتى تتصف بالانتشار السريع، عبر عدد کبير من مصادر المعرفة، وهذه المعرفة المنتشرة عالمياً، تؤدى إلى مزيد من "إنتاج المعرفة" ^[3]Production of Knowledge  وهى تلک الممارسة العلمية المنظمة، والمبنية علي قواعد ومبادئ وضوابط، يتوصل بها إلي إستخراج أو صياغة، أو تطوير، أو تنظيم، أو إبداع أفکار، ومفاهيم، وآراء، ونظريات، ومناهج، وأدوات وأساليب، ووسائل تهدف إلي إثراء الفرد والمجتمع، وذلک نظراً لاستخدامها فى إيجاد حلول جديدة، لما تعانيه المجتمعات من مشکلات، الأمر الذى يؤکد أهمية نشر المعرفة وتبادلها من خلال استخدام التقنيات بشکل مکثف.