تسبب العصر الرقمى ومستحدثاته فى إحداث تغير جذرى فى القوة المنتجة، وأصبحت تعتمد على تحويل العلم إلى طاقة، کما له مردوده على ترکيب العمالة، وأصبح هناک طلب متزايد على المتخصصين الماهرين والذين يجيدون إنجاز الأعمال بجدارة، إلى جانب استيعاب التغيرات التکنولوجية والمعلوماتية السريعة المتلاحقة، وذلک يتطلب من الدول الحفاظ على قدرتها التنافسية، واستدامة القوى العاملة الماهرة، لذلک زاد اهتمام جميع الدول المتقدمة والنامية بتعليم الکبار، حيث لم يقتصر مفهوم تعليم الکبار على مفهوم محو الأمية فحسب، فهو ساحة للتعليم المستمر مدى الحياة  للتعبئة والتوعية اللازمة للمشارکة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بوعى واقتدار، ومن هنا أصبح معلم الکبار يحمل على کاهله عبء إعداد أفراد المجتمع معرفياً ومهنياً لمواکبة التقدم الذى أحدثة التطور التقنى المعاصر، ولم يتحقق ذلک إلا من خلال إعداد وتأهيل معلم الکبار وفق نموذج محدد للجدارات التى يجب أن يمتلکها معلم الکبار کى يتمکن من القيام بما هو مناط إليه من مهام وأدوار فى العصر الرقمى، وعلى هذا تهدف الدراسة الحالية إلى تحديد ماهية العصر الرقمى ومتطلباته، ومن ثم طرح نموذج مقترح لجدارات معلم الکبار فى ضوء متطلبات العصر الرقمى، وتقتضى طبيعة الدراسة استخدام المنهج الوصفى کأحد مناهج البحث العلمى حيث يرتکز على الوصف الدقيق لموضوع الدراسة.