يعد العمل التطوعي محرکاً مهماً للعمل التنموي الشامل لمساهمته في تطوير المجتمعات والمشارکة في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، إذ أن تعقد الظروف الاقتصادية والأوضاع الحياتية مع زيادة الأعباء الاجتماعية جعل الحاجة للعمل التطوعي أکثر إلحاحاً ليقف الأفراد والمؤسسات التطوعية إلى جانب المؤسسات الحکومية للتغلب على المعوقات وتلبية احتياج التنمية.
ويعبر العمل التطوعي عن حاله إيثار متأصلة في الانسان، وکذلک يمثل نشاطا ذا أغراض خدمية أو تعليمية أو بحثية، فلا تعزى أهمية العمل التطوعي لکونه يسد ثغرة في نشاط الدولة والمؤسسات الاجتماعية فحسب، بل لما يمثله من أهمية کبرى في تنميه الشعور بالانتماء والولاء للمجتمع بما يقدمه له من خدمات متنوعة، کما يقوي الترابط والتلاحم الاجتماعي بين فئات المجتمع المختلفة (صالح، 2012، ص27). ويعد التطوع من ناحية أخرى هو أحد مظاهر اقتناع المواطنين بالأدوار التي تؤديها الجمعيات في خدمة المجتمع وتحقيق أمنه واستقراره، وهي أدوار متزايدة ومتعاظمة في تأثيرها، فالعمل التطوعي يعتبر صورة من صور مشارکة الفرد في تنمية وتطور المجتمع والنهوض به.