اهدف البحث الحالي إلى التأصيل لظاهرة العنف ضد المرأة الريفية في منطقة الدراسة، وذلک من خلال تعرف مفهوم العنف ضد المرأة، والوقوف على أهم الاتجاهات النظرية المفسرة له ، وتعرف مظاهره وأشکاله،  وتناول المحفزات التي تجعل من المجتمع المصري بيئة خصبة وأرضية ملائمة لمثل هذه المظاهر والمعدلات المتزايدة من العنف ضد المرأة، کما هدف البحث إلى بيان أهم التداعيات والتکاليف الناجمة عن ممارسة العنف ضد المرأة بمصر، وتناول أهم جهود مصر في مجال مناهضة العنف ضد المرأة، وتعرف دور التربية في مواجهة العنف ضد المرأة ، وتناول رؤية النساء المعنفات الريفيات لقضية العنف ضد المرأة طبقا للميداني،  وتقديم رؤية تربوية مقترحة  لمواجهة العنف ضد المرأة. واستخدمت الدراسة المنهج الإثنوجرافي والمقابلة العميقة کأداة مناسبة مع النساء المعنفات. 
 وقد توصل البحث إلى عدة نتائج أبرزها:
- أکدت الدراسة الإثنوجرافية أن هناک اتفاق بين المشارکات من النساء المعنفات على الرغم من تباين مستوياتهن  التعليمية والعمرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، على أن هناک عوامل کثيرة متداخلة ومتشابکة تعتبر هي المسؤولة عن ممارسة أزواجهن العنف  ضدهن بأشکاله وأنماطه المختلفة، هذه العوامل يمکن تصنيفها إلى عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية ودينية.
- أکدت الدراسة الإثنوجرافية أن هناک اتفاق بين  المشارکات من النساء المعنفات على أنهن تعرضن للکثير من مظاهر وأشکال مختلفة من العنف من قبل أزواجهن، تلک الأشکال قد اتخذت مظاهر متنوعة ترواحت بين العنف الجسدي والعنف المعنوي والنفسي، والعنف الاقتصادي، والعنف الجنسي.
- أکدت الدراسة الإثنوجرافية على تنوع رؤىة النساء المعنفات حول أسباب تقبلهن للعنف  الممارس من قبل الزوج، حيث أجمع معظم أفراد العينة على  أن من أهم أسباب تقبل  العنف الخوف من الطلاق ومصير الأولاد، وعدم القدرة على الاستقلال المادي والاقتصادي.
- أکدت الدراسة الإثنوجرافية على تنوع رؤىة النساء المعنفات حول  المقترحات والأساليب اللازمة لمواجهة العنف ضد المرأة، هذه المقترحات والأساليب جاءت وفقا لدرجة أهميتها من وجهة نظرهن. 
وخلص البحث إلى صياغة رؤية تربوية مقترحة لمواجهة العنف ضد المرأة متضمنة عرضًا لأهم منطلقاتها، والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، والمکونات والآليات اللازمة لبلوغ هذه الأهداف، کما قدمت الرؤية عددًا من الضمانات الواجب توافرها لنجاحها .