يعيش العالم خلال العقدين الماضيين فى ظل ظاهرة هامة وحتمية، لها آثارها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية على جميع دول العالم، ألا وهى ظاهرة العولمة، حيث ارتبطت هذه الظاهرة ارتباطاً وثيقاً بالتغيرات والتطورات التکنولوجية التى حدثت فى العالم خلال العقود الماضية والتى ظهرت بوضوح فى التقدم فى وسائل الاتصال والمواصلات، والحاسبات الآلية، والأقمار الصناعية التى أتاحت القنوات الفضائية، وتقنية وشبکة المعلوماتInternet .  ولقد أثرت هذه التغيرات على کافة مناحى الحياة، ولم يکن التعليم بمعزل عن هذه التغيرات فقد کان التعليم بصفة عامة، والتعليم العالى بصفة خاصة العامل الرئيس فى إحداث هذه التغيرات، لأن هذه التغيرات والتطورات ما هى إلا نتاج لأبحاث علمية رصينة أجريت فى معظمها فى مؤسسات التعليم العالى ومراکزها البحثية، ولقد فرضت العولمة ضرورة إيجاد أنماط جديدة من التعليم منها التعليم والتدريب عن بعد، والجامعات الافتراضية، والتعليم الإلکترونى، والتعليم المستمر، کما فرضت العولمة على التعليم العالى تزويد الدارسين بالمهارات الضرورية للتمکن من الحياة والعمل فى عالم يتصف بعولمة السوق، والذى يعنى أن الخريج يستطيع من خلال ما اکتسبه من مهارات وقدرات نتيجة للتعليم العمل فى سوق عمل مفتوح فى أى دولة فى العالم( ).