نعيش اليوم في عصر يشهد تغيُّرات مستمرَّة في جميع جوانب الحياة، بما في ذلک المعارف والحقائق العلميَّة والتکنولوجيا المتقدِّمة، ومن المهم ألا يتخلّف النظام التعليمي عن رکب هذه التغيرات، الذي أصبح يواجه تحديات کبيرة بسبب الانفجار السکاني، وارتفاع أعداد المتعلمين؛ لذلک أصبح من الضروري توظيف الوسائل الحديثة لتحلَّ محلَّ الوسائل التعليميَّة التقليديَّة، وربط العمليَّة التعليميَّة بالتکنولوجيا، التي اقتحمت سائر نواحي الحياة؛ ولهذا تتزايد الحاجة إلى تطبيق الفکر العلمي، والأساليب العلميَّة والتقنية في تصميم الخطط والبرامج التعليميَّة؛ بهدف تحقيق تعليم أفضل وأداء أکثر کفاءة وفاعليَّة، بما يتناسب وقدرات المتعلمين وخصائصهم في مختلف المستويات. وقد أثبت کثير من الدِّراسَات فاعليَّة استخدام البرمجيات بوصفها أداة مساعدة في التدريس، وتصميم الدروس بمستوى يفوق الوسائل التعليميَّة الأخرى. ويمکن أن تُسهم البرمجيات بدور کبير في إثراء التفاعل الإيجابي للمتعلمين، وتنمية مهاراتهم واتجاهاتهم الإيجابيَّة، وتعزيز المفاهيم التربويَّة والتعليميَّة الحديثة، کما أن نجاح عمليَّة دمج الحاسب في العمليَّة التربويَّة والتعليميَّة يعتمد بشکل کبير على مستوى جودة البرمجيات التعليميَّة؛ لذلک يجب أن تبذل الجهود في وضع معايير لبرمجيات الحاسب التعليميَّة الجيدة؛ لتکون دليلًا مساعدًا للقائمين على العمليَّة التعليميَّة. وحتى تحقق هذه البرمجيات الأهداف المرجوة منها، ويتم نجاح استخدام الحاسب في المدارس کأداة بيد المعلمين والطلاب؛ فإن ذلک يعتمد على تحديد مواصفاتها بشکل جيد، من حيث جودة المحتوى والتفاعل الإيجابي من قِبل الطالب؛ وعندئذ سنجد هذه البرمجيات أصبحت تلقائيًّا إحدى أدوات المعلم الفاعلة التي لا يستغني عنها.