حظيت عمليات إصلاح التعليم باهتمام في معظم دول العالم، وحظيت الجودة بجانب کبير من الاهتمام، إلى الحد الذي جعل المفکرين يطلقون على هذا العصر "عصر الجودة"، باعتبارها إحدى الرکائز الأساسية لنموذج الإدارة الجديد الذي تولد لمسايرة المتغيرات الدولية والمحلية، ومحاولة التکيف معها، فأصبح المجتمع العالمي ينظر إلى الجودة والإصلاح التربوي، باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، بحيث يمکن القول أن الجودة الشاملة هي التحدي الحقيقي الذي سيواجه الأمم في العقود القادمة(احمد،2007: 7) کما إن ما تحقق من تطور وتقدم في زيادة کفاءة وفاعلية الأنظمة التعليمية للدول التي طبقت الجودة الشاملة يتطلب من النظام التعليمي العام في المملکة العربية السعودية الاستفادة من هذه التجارب، والعمل الجاد على تطبيق الجودة الشاملة في الميدان التربوي، سعيا إلى الإفادة منها وتحويلها إلى واقع ملموس يساهم في الارتقاء بجودة التعليم، ومخرجاته، والأخذ بأسلوب التجديد والتطوير التربوي للتمشي مع متغيرات العصر وتحدياته.(الألمعي،2009: 12) ولقد سعت المملکة العربية السعودية کغيرها من الدول التي تطمح إلى التميز وتتطلع للتطوير إلى تطبيق نظام الجودة الشاملة في الجانب التعليمي مسايرة للجوانب الأخرى، وقد أشار موقع إدارة الجودة على شبکة الانترنت (وزارة التربية والتعليم ،٢٠٠٩) إلى صدور عدد من القرارات والتوصيات التي تدعم هذا التوجه منها: خطة التنمية السعودية (١٤١٥ هـ) بضرورة الاهتمام بالجودة في التعليم العام والجامعي، وتوصيات وزارات التربية والتعليم والمعارف في مجلس التعاون بدول الخليج العربي بإنشاء وحدة تأکيد الجودة في التعليم بهذه الدول. (١٤٢٥ هـ) وصدور الموافقة السامية الکريمة على إنشاء جائزة الملک عبد العزيز الوطنية للجودة. وصدور قرار معالي وزير التربية والتعليم (١٤٢٣ هـ) بوضع تصور لتطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة على قطاعات الوزارة وإدارات التعليم کافة. (وزارة التربية والتعليم، ٢٠٠٩).ولقد قامت بعض الدول العربية ومنها المملکة العربية السعودية