يري الباحث أن قضية أصل المشتقات من القضايا الجدلية الفکرية التي تأثر فيها نحاة العربية بالمناطقة والفلاسفة حيث انقسم النحاة في تحديد أصل الاشتقاق إلى فريقين :
- نحاة البصرة ويرون أن أصل الاشتقاق المصدر، وقد ساقوا للتدليل على صحة قولهم أدلة جدلية من مثل أن المصدر سمي بذلک لأنه تصدر عنه المشتقات ، وأنه يدل على زمان مطلق في حين يدل الفعل على زمان مقيد والمطلق أصل للمقيد ( وهي مصطلحات المناطقة وسفسطائية الفلاسفة ) وأن الفعل يدل على شيئين ( الحدث والزمن ) في حين يدل المصدر على شيء واحد ( الحدث ) والواحد قبل الاثنين لذا فالمصدر قبل الفعل ( جدل سفسطائي بامتياز )
- أما نحاة الکوفة فهم يرون الفعل أصل الاشتقاق وساروا على نهج أقرانهم من نحاة البصرة في سوق الحجج والبراهين الفلسفية الجدلية تأثرا بما تأثروا به من منطق وفلسفة ، ومن أدلتهم التي ساقوها وتفوح منها رائحة المنطق الجدلي :أن الفعل يعمل في المصدر فوجب أن يکون فرعا له لأن رتبة العامل قبل رتبة المعمول فوجب أن يکون المصدر فرعا عن الفعل !!! وقولهم إن المصدر يذکر توکيدا للفعل ورتبة المؤکد قبل رتبة المؤکد أو أن المصدر سمي بذلک ويراد به المصدور کما تقول العرب ( مرکب فاره مشرب عذب ) أي مرکوب ومشروب ، وغير ذلک من الحجج الجدلية الواهية