استهدف البحث الحالى مواجهة الضعف القائم لدى طلاب تکنولوجيا التعليم في مهارات صيانة أجهزة العرض، وذلک لما تمثله هذه المهارات من أهمية کبيرة لدى المتعلمين من طلاب تکنولوجيا التعليم کونها من المهارات التى تتوافق مع احتياجات سوق العمل وتتوافق مع طبيعة تخصصهم، ومن أجل ذلک تم إعداد قائمة بمهارات صيانة أجهزة العرض وتم تمثيلها من خلال برنامج محاکاة ثلاثية الأبعاد عبر الويب لتنمية هذه المهارات لديهم، واعتمد البحث على المنهج شبة التجريبى: وهو المنهج الذى يستخدم لمعرفة فاعلية المتغير المستقل (المحاکاة ثلاثية الابعاد عبر الويب) على المتغير التابع (مهارات صيانة أجهزة العرض)، وقد أعدت الباحثة اختبار تحصيلى لقياس الجانب المعرفي المرتبط بمهارات صيانة اجهزة العرض، وبطاقة ملاحظة لقياس الجانب الأدائي المرتبط بمهارات صيانة أجهزة العرض، وتکونت عينة البحث من (30) طالب من طلاب الفرقة الرابعة تخصص تکنولوجيا التعليم، واستخدمت الباحثة التصميم التجريبي القائم على المجموعة الواحدة (قبلي- بعدي)، وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى (0.05) بين متوسط درجات الطلاب في التطبيق القبلي والبعدي لاختبار الجانب المعرفي المرتبط ببعض مهارات صيانة أجهزة العرض لصالح التطبيق البعدي، وأيضاً توجد فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى (0.05) بين متوسط درجات الطلاب في التطبيق القبلي والبعدي لبطاقة ملاحظة الجانب الآدائي المرتبطة ببعض مهارات صيانة أجهزة العرض لصالح التطبيق البعدي، وترى الباحثة أنه يمکن تفسير هذه النتيجة على ضوء ما يلي:
÷ أتاحت المحاکاة ثلاثية الأبعاد نقل الرسالة التعليمية من خلال وسائط متنوعة لنقل الأفکار والمعلومات، حيث تعمل هذه الوسائط کمثيرات متعددة تصل بين ذاکرة المتعلم والمادة المعروضة أمامه، وتجعل المتعلم يرکز انتباهه على مادة التعلم بما يؤدي إلى تعلم أفضل.
÷ تم تقسيم المحتوى المقدم من خلال المحاکاة ثلاثية الأبعاد، وتقديمه في أبسط صوره بعيداً عن التعقيد، وهو ما توافق مع نظرية الحمل المعرفي Cognitive Load Theory، والتي تقوم على أن الذاکرة الشغالة (ذاکرة الأمد القصير Short-Term Memory) ذات إمکانيات محدود في کم المعلومات وعدد العناصر لذا فإنه ينبغي تقديم المحتوى في أبسط صوره ليکون الحمل الأساس بسيطاً مما يساعد المتعلمين على اکتساب المهارات والمعارف المطلوبة.
÷ يعتمد نمط المحاکاة ثلاثية الأبعاد على عدد من الخصائص التي کان لها تأثير کبير على زيادة مهارات الطلاب کأدوات الإبحار التي أتاح للطلاب التجول بحرية ضمن المحتوى وإتاحة الشعور بالانغماس والإستغراق في التعلم، ومنحه الشعور بالوجود بالفعل في المکان الحقيقي للخبرة مما ساعد على تنمية مهارات صيانة أجهزة العرض لديه.
في ضوء نتائج البحث ومناقشتها وتفسيرها أوصت الباحثة بما يلي:
÷ توظيف من أدوات التقويم الخاصة بهذا البحث (الاختبار المعرفي، بطاقة الملاحظة) في تقويم طلاب تکنولوجيا التعليم في مادة صيانة أجهزة العرض
÷ تدريب أعضاء هيئة التدريس على توظيف برامج المحاکاة ثلاثية الأبعاد في تدريس المقررات العملية والنظرية المختلفة لطلاب قسم تکنولوجيا التعليم.