هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على واقع تقييم وتشخيص أطفال التوحد في الوطن العربي من وجهة نظر الخبراء والاختصاصين من خلال إجراء مسح عينة تکونت من 101 من الخبراء والاختصاصيين من الدول العربية من العاملين في المؤسسات والمستشفيات والمراکز التي تعنى بتشخيص وعلاج حالات التوحد وتم استخدام أداة قياس تم تصميمها لغرض الدراسة موجه لأفراد عينة الدراسة واستمارة مراکز تشخيص أطفال التوحد والتقارير الصادرة من المراکز والتي عرضت على محکمين من ذوي الخبرة، حيث تمتعت بدرجة عالية من الصدق (85%) والثبات (88%).
وأشارت نتائج الدراسة إلى أهمية موضوع التقييم والتشخيص لأطفال التوحد رغم أن النتائج بينت بأن کفاءة وفاعلية تشخيص حالات التوحد دون المستوى المطلوب مقارنة بالمعايير الدولية في التشخيص، إضافة إلى قلة الکوادر المتخصصة في التشخيص وعدم توفر الاختبارات المقننة بدرجة کافية، وان هناک نسبة لا بأس بها من أخطاء التشخيص في التقارير الصادرة وأن الأسلوب المعتمد في تشخيص أطفال التوحد تقليدي وغير محدث وليس ضمن معايير الجودة العالمية، وأشارت النتائج إلى أن هناک درجة من الرضا متوسطة حول آلية وإجراءات التشخيص، ويوصي الباحث بوضع آلية ومنهجية واضحة ضمن المعايير العالمية في تقييم وتشخيص فئة أطفال التوحد ودعم المراکز الخاصة بالتشخيص بالکوادر المدربة والمؤهلة، والاتفاق على منهج عربي موحد في تشخيص حالات التوحد بمختلف مکوناتها ومستوياتها وتصنيفاتها