يعد التعليم الجامعي المصرى من أهم القطاعات المجتمعية التي يمکن ان تساهم في تحقيق تکافؤ الفرص التعليمية؛ بل هو إحدى الآليات الأکثر کفاءة في الحفاظ على قيمة الإنسان، وإنه لا سبيل لقيام التعليم الجامعي بهذا الدور إلا إذا اهتم القائمون على شؤونه بتحقيق هذا التکافؤ، وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل الجهات المسؤولة عن التعليم الجامعي في مصر؛ واهتمامها بتحقيق مبدأ تکافؤ الفرص التعليمية، إلا أن المردود من هذه المؤسسات ما زال محدودًا، بل هناک إهدار لهذا المبدأ.
والتعليم النظامي بصورته الراهنة لا يحقق هذا التکافؤ، الأمر الذي يؤکد أن التربية بشکلها التقليدي غير قادرة على إتاحة الفرص التعليمية للجميع من أجل التميز. ويبقي الأمر مرهونًا باتباع نماذج وصيغ تعليمية جديدة مختلفة للتعليم بحيث يکون تعليمًا للکافة تعاونيًا ديمقراطيًا مفتوحًا وبلا نهاية، تعليم يتخطى حدود الزمان والمکان، تعليم يکون قادرًا على تلبية احتياجات الجماعات التي حرمت من الخدمات التعليمية، أو التي لم تستفد من هذه الخدمات، وإذا کان الأمر کذلک فإن فکرة التعليم المدمج تعتبر من الصيغ التي يمکنها القضاء على المشکلات التي تواجه التعليم الجامعي المصري، وتؤدي الدور الأمثل في تحقيق تکافؤ الفرص التعليمية.
وقد استهدف البحث الحالي وضع تصور مستقبلي لدور التعليم المدمج في تحقيق تکافؤ الفرص التعليمية في التعليم الجامعي المصري بوضع سيناريوهات مستقبلية بديلة لتفعيل هذا الدور، ومن أهم ما توصل إليه البحث ضرورة أخذ التعليم الجامعي المصري بصيغة التعليم المدمج، وإجراء المزيد من البحوث حول کيفية تفعيله، وبيان أهميته، بما يسهم في تحقيق تکافؤ الفرص التعليمية.