اضطراب الأوتيزم من الاضطرابات النمائية والتي تؤثر علي الأطفال في تواصلهم مع من ولهم وأيضا في تفاعلهم الاجتماعي، وسلوکياتهم تجاه أنفسهم والآخرين، لذا يجب الاهتمام بهذه الفئة ووضع البرامج المناسبة والتي تساهم بشکل کبير في تحسين قدراتهم.
ويختلف أطفال الأوتيزم في تشخيصهم، فليس هناک طفل يشبه الآخر في أعراض الأوتيزم إلا أننا يمکن أن نري أن هناک أطفال أوتيزم شديد Autism Sever وآخرين لديهم أوتسزم أقل شدة Less Sever، وقد يکون هؤلاء الأطفال المصابين بهذه الأعراض لديهم تهلف عقلي، أما من لديهم قدرات عقلية 70 فيما فوق وليس لديهم إعاقات أخري سوي الأوتيزم أو قصور لغوي يطلق عليهم أوتيزم ذو أداء مرتفع.( (Coots Elizobeth.2006.pp24
وتعد قراءة العقل والتي نادي بها بارون –کوهين Baron-Cohen 1985 من النظريات التي جاء الاهتمام بها مؤخرا يرجع السبب في ذلک لتناولها تفسير صعوبات التفاعل الاجتماعي والتواصل لدي أطفال الأوتيزم وتقول هذه النظرية علي مجموعة من المسلمات الأساسية وهي:
تمثل قراءة العقل جزء من البناء المعرفي للمخ.
بفتقد أطفال الأوتيزم بعض من قراءة العقل.
يتم تفسير سلوک أطفال الأوتيزم عن طريق تقييم الدوافع ومعتقدات الآخرين.
وتتضح أهمية الدراسة الحالية في أنها تتناول تحسين قراءة العقل وأثر ذلک التحسين على التواصل لدي أطفال الأوتيزم، حيث أن التواصل يعد متغير أساسي في حدوث اضطراب الأوتيزم، ولکنه يختلف من طفل إلي آخر نظرا لدرجة شدة حدوث اضطراب الأوتيزم في الأطفال، کما تتضح أهميتها أيضا في أنها توضح من الناحية النظرية أوجه الإختلاف بين مفهوم أطفال الأوتيزم مرتفعي الأداء وقراءة العقل، ومن الناحية التطبيقية فإنه يمکن الاستفادة من نتائج تلک الدراسة في الوقوف على القدرات التواصلية لهؤلاء الأطفال الأمر الذي يسهم في وضع البرامج الإرشادية والعلاجية التي تساعد علي تحسن حالة هؤلاء الأطفال.