هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على طبيعة العلاقة بين الشفقة بالذات وأنماط التعلق الوجداني والکشف عن إمکانية التنبؤ بالشفقة بالذات من خلال أنماط التعلق الوجداني. وتکونت عينة الدراسة من (360) أبًا وأمًا من آباء وأمهات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في مدينة الرياض. وطبق الباحث عليهم الأدوات التالية: مقياس الشفقة بالذات من إعداد نيف Neff (2003) وترجمة عبد الرحمن وآخرين (2015)، مقياس اليرموک لأنماط تعلق الراشدين من إعداد أبو غزال وجرادات (2009). وأشارت نتائج الدراسة إلى ما يلي (1) وجود علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين الأبعاد الإيجابية للشفقة بالذات (الحنو على الذات، الإنسانية المشترکة، اليقظة العقلية) وبين التعلق الآمن، وجود علاقة ارتباطية سلبية ذات دلالة إحصائية بين الأبعاد الإيجابية للشفقة بالذات وبين التعلق القلق، ووجود علاقة ارتباطية سلبية ذات دلالة إحصائية بين اليقظة العقلية والتعلق التجنبي، وعدم وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين الحنو على الذات والإنسانية المشترکة وبين التعلق التجني. وجود علاقة ارتباطية سلبية ذات دلالة إحصائية بين الأبعاد السلبية للشفقة بالذات (الحکم على الذات، العزلة، التقمص المفرط) وبين التعلق الآمن، ووجود علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين الأبعاد السلبية للشفقة بالذات وبين التعلق القلق والتجنبي. وکذلک وجود علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين الدرجة الکلية للشفقة بالذات والتعلق الآمن، ووجود علاقة ارتباطية سلبية ذات دلالة إحصائية بين الدرجة الکلية للشفقة بالذات والتعلق القلق والتعلق التجنبي. (2) يسهم نمط التعلق (الآمن، والتجنبي) في التنبؤ بالحنو على الذات، ويسهم نمط التعلق (القلق، والتجنبي) في التنبؤ بالحکم على الذات والعزلة والتقمص المفرط، کما يسهم نمط التعلق (الآمن، والقلق) في التنبؤ بالإنسانية المشترکة واليقظة العقلية، وکذلک تسهم أنماط التعلق (الآمن، والقلق، والتجنبي) في التنبؤ بالدرجة الکلية للشفقة بالذات. وتمت مناقشة النتائج في ضوء الإطار النظري والدراسات السابقة.