يهدف البحث إلى الكشف عن وجه جديد من وجوه الإعجاز القرآني المتمثل في براعة الاستخدام القرآني لتقنيات السرد التي وردت في سورة يوسف،وذلك  قبل ظهور المناهج الحديثة في السرد بقرون طويلة،والكشف عن آليات هذه التقنيات وعناصرها،والمنهج المتبع في هذا البحث هو المنهج الوصفي التحليلي،وقد تم تقسيم البحث إلى مقدمة وأربعة مباحث،تناولت المقدمة سبب اختيار البحث،ومنهجه، وأهم النتائج التي يهدف إليها، وتناول المبحث الأول أهم تقنيات السرد في سورة يوسف عليه السلام،بينما جاء المبحث الثاني ليتناول تحليل الشخصيات في السورة،وتناول المبحث الثالث أنواع ومستويات السرد في سورة يوسف،وتناول المبحث الرابع ثنائية المكان والزمان في السورة؛ لتأتي الخاتمة متضمنة أهم النتائج التي توصل إليها البحث منها : -       تعددت أهداف الوقفة الوصفية في السرد؛ فجاءت تارة لاستشراف وبيان علو مكانة المروي له،وأخرى للدعوة إلى الإيمان، وثالثة للدلالة على شدة حزن الأب على فقد ابنه بحيث مثلت ركنا مهما من أركان تماسك السرد،وتلاحمه. -       أضافت سورة يوسف بعدا جديدا لتناول الشخصيات في النص القرآني إضافة إلى طبائع وأفعال الشخصيات،يرتبط بالصفات الجسدية للبطل الرئيس(يوسف)، وافتتان امرأة العزيز به؛ فشكلت بذلك عقدة رئيسة ضمن العقد التي اعتمد عليها السرد، وملمحا مهما انفردت به سورة يوسف عن غيرها من القصص،وكان لها أثرها الكبيرفي تشابك الأحداث وتطورها داخل القص. -       تعددت الشخصيات في قصة يوسف بين شخصيات رئيسة نامية ومتطورة ، وشخصيات ثانوية أدت دورا جزئيا في السرد ،هذه الشخصيات لم يذكر السرد القرآني أسماءها ،وإنما انطلق من علاقتها (بيوسف) -عليه السلام- بطل السرد،وركز على ما تصدره من سلوكيات،وكأنه -بهذه الوتيرة- لا يحفل بالشخصية،الأمر الذي يجعله متلاقيا مع خصوصيات السردانية الحداثية . -       انعكس دور المكان على مجريات الأحداث وطبائع الشخصيات سواء في البيئة البدوية أم في مصر،وجمعت صفة المكر والتربص بيوسف بين البيئتين،لكن انحيازالمكان الثاني (مصر)إلى يوسف جاء بعد ذلك،وحدث له التمكين فيها. -       مثل التحديد الزمني لبقاء يوسف في السجن العنصر الفريد في السرد الذي وظف الزمن ضد رغبة بطل القص ليدلل على عجز البطل عن تسيير الأحداث بمفرده، ويظل للسارد جل وعلا تسيير الأحداث وفقا لمشيئته وحسن تدبيره.