تسعى الدراسة الراهنة للتعرف على دور وسائل الإعلام في نشر الوعي بجائحة کورونا من خلال إستطلاع رأي عينة من الجمهور المصري ، لمعرفة کيف ساعدت هذه الوسائل في تشکيل وعي المواطنين بحقيقة ما يحدث حولهم من تطورات انتشار الوباء، وکيفية الوقاية من الإصابة به، وتندرج الدراسة ضمن الدراسات الوصفية، حيث اعتمدت على منهج المسح الاجتماعي بالعينة، من خلال التطبيق على عينة من الجمهور المصري من سکان محافظة القاهرة، وقامت الباحثة باستخدام أداة المقابلة المقننة، باعتبارها الأداة الأنسب لجمع مادة علمية من جمهور متنوع، يشتمل على مستويات تعليمية متفاوتة، وقامت الباحثة باختيار عينة غير احتمالية باستخدام أسلوب عينة کرة الثلج قوامها ٣٠٠ مفردة بحثية موزعة بالتساوي على ثلاثة أحياء بمدينة القاهرة هى(المهندسين- حدائق القبة- شبرا الخيمة) بواقع ١٠٠ مفردة بحثية لکل حي سکني، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج کان أهمها  أن وسائل الإعلام جاءت في مقدمة المصادر التي أمدت المواطن بمعارف ومعلومات حول الجائحة، وجاء الإعلام الجديد متفوقاً على الإعلام التقليدي، وجاء الفيس بوک متقدماً على کافة وسائل التواصل الاجتماعي في مد الجمهور المصري بالمعارف والمعلومات حول جائحة کورونا، فوسائل الإعلام المصرية لعبت دوراً بارزاً في تعريف المواطن بأبعاد الجائحة والمخاطر التي يمکن أن تنجم عنها، حيث قدمت معلومات کافية ووافية وموثقة بالأدلة والبراهين حول الجائحة وضرورة مواجهتها .
                                                                                                                                                                           
کذلک أثبتت الدراسة أن الجمهور قد قام باتخاذ إجراءات إحترازية بشکل مباشر بعد حصوله على المعلومات والمعارف، ذلک لثقته فيما تقدمه وسائل الإعلام من معلومات حول جائحة کورونا، وهو ما يعبر عن إتخاذ موقف إيجابي حيال الجائحة، وهو ما يدعم رؤية النظرية البنائية الوظيفية التي ترى أن النسق الإعلامي يؤدي وظيفة رئيسية في نشر الوعي بقضايا ومشکلات المجتمع، وهو ما يؤدي في النهاية إلى الحفاظ على وحدة وتوازن واستقرار المجتمع.