يحمل هذا البحث عنواناً ذا دلالة بالغة ليس فقط بالنسبة إلى تخصص (الفلسفة الحديثة) بل بالنسبة أيضا إلى بعض التخصصات الدقيقة فى الفلسفة : فلسفات الإنسان ، الأخلاق، القيم ، الدين، التاريخ، السياسة ، الفن و التربية ... ألخ . لقد تعرضت فلسفة نيتشه للإنتقادات و الإتهامات منهجاً و مضموناً، بل و أيضا أسلوب الکتابة لديه. و من ثم فإن البحث فى تقييم أصالة فلسفته صار مطلباً علمياً مُلِحاً.        يتضمن البحث تأويلاً تحليلياً، نقدياً و تقييمياً لثلاث قضايا رئيسية هى : تفنيد الإنتقادات و الإتهامات و کفاءة المنهجية و أصالة المضمون الفلسفى ممثلة فى طرح فلسفة التاريخ و فلسفة تقييم قيمة جميع القيم. و قد أُستخدم فى فحصها مناهج البحث التالية : منهج التحليل النقدى ، المنهج التاريخى المقارن و منهج التأويل. أظهر فحص الإنتقادات الموجهة إلى أسلوب الکتابة سوء فهم فلسفة نيتشه فى تنوع أساليب الکتابة الفلسفية و کشفت الدراسة بطلان إتهام نيتشه بالنازية و العنصرية. حيث يقوم على سوء القصد و النقد المغرض، غير الموضوعى.        تبدت کفاءة المنهجية ممثلة فى ضرورة الاستقلال فى التفکير و فلسفة وضع السؤال و تفکيکه و التأويل و التجريب الفکرى المعاش. و جاءت أصالة المضمون الفلسفى ممثلة فى دراسة فلسفة التاريخ و فلسفة تقييم قيمة جميع القيم لديه. أهم نتائج البحث:      رفض تشييد الأنساق الفلسفية: ميتافيزيقية، لاهوتية، أخلاقية ، سياسية ... ألخ. رفض الإنتقادات و الإتهامات الموجهة إلى فلسفة نيتشه حيث تمثل نقداً غير موضوعى. هناک کفاءة منهجية بدرجة عالية تؤکد أصالة منهج نيتشه فى التفلسف. علو أصالة مضمون فلسفته بفضل رؤيته الصواب لنفع و ضرر التاريخ للحياة. و تتعاظم هذه الأصالة بتأثير قيمة مشروعه فى تأسيس فلسفة المستقبل، فلسفة (إرادة القوة). المناقشة :       تم إستخدام أسلوب قياس درجة الترابط المنطقى و الاتساق و التکامل بين الأفکار و کذلک أسلوب قابلية نتائج البحث للتطبيق فى الواقع المعاش ، و ذلک فى مناقشة النتائج. الخلاصة:       ثمة قيمة فکرية و إنسانية و حياتية لفلسفة نيتشه : منهجاً و مضموناً. و بالتالى يمکن إيجاد حضارة إنسانية تقوم على فلسفة إنسانية خالصة تسعى إلى بناء الإنسان الأعظم علواً.