لقد اخترت هذا الموضوع دفاعا عن الشعر العربي القديم ضد ما يثار حوله من شکوک ، وما يوجه إليه من اتهامات تتمثل في تفکک القصيدة ، وتعدد أغراضها وضعف العقلية العربية ،  ، وترجع أهمية هذه الدراسة أنها تطبيق لمنهج نقدي جديد ، وهو المنهج الحجاجي ، على نص شعري قديم ، وهو قصيدة (بانت سعاد) للشاعر کعب بن زهير بن أبي سُلمى. وتطرح تلک الدراسة الأسئلة الآتية : هل يمکن تطبيق منهج حديث کالمنهج الحجاجي على نص قديم ؟ وما الإشکالية التي يواجهها الباحث في هذا التطبيق ؟ وما التقنيات التي يعتمدها الشاعر ليحتج لرأيه ويدافع عن فکرته ؟ وهل نجح الشاعر في إقناع المخاطب؟ وسوف نحاول أن نقرأ القصيدة من وجهة النظر الحجاجية ، من حيث الغاية التي من أجلها قالها الشاعر ، مع رصد الحجج التي اعتمد عليها ، والعلاقات التي تؤلف بين أجزاء النص ؛ ذلک من أجل الوصول إلى وحدة حجاجية ، تجمع مکوناتها ، رغم ما يظهر من تنوع موضوعاتها ، وتعدد أغراضها ، وتبين الدراسة أهم الأدوات التي استعان بها الشاعر بوصفها وسائل إقناعية ، کالصورة واللغة.