الحمد لله کما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه, والصلاة والسلام علي محمد بن عبد الله وعلي آلة وصحبه ومن اتبعه إلي يوم الدين, أما بعد...اعترافا بالفضل لأهله يتوجه الباحثان بالشکر الجزيل لعمادة البحث العلمي بجامعة الباحة لدعمها البحث وتمويله, لإدراکهم أهمية البحث ودعمه.
تهدف الدراسة الحالية إلي التعرف علي فاعلية المقاييس النيوروسيکلوجية في الکشف عن الطلبة الموهوبين بمحافظة الباحة, والکشف علي الفروق في الأداء علي بعض المقاييس النيوروسيکلوجية والتي تعزي إلي متغير الجنس (الذکور- الإناث) والمرحلة (المتوسطة- الثانوية) وذلک لدي الطلبة الموهوبين والعاديين. يتبع البحث المنهج الوصفي, طبقت البطارية علي عينة اشتملت علي (132) من الطلبة الموهوبين والعاديين. وبعد المعالجة الاحصائية أوضحت النتائج فاعلية المقاييس النيوروسيکلوجية في الکشف عن الطلبة الموهوبين, حيث ظهرت فروق ذات دلالة احصائية بين الطلبة الموهوبين والعاديين علي جميع المقاييس النيوروسيکلوجية. کما أشارت النتائج إلي وجود فروق بين الطلبة الذکور والإناث الموهوبين علي بعض المقاييس إلا أن هذه الفروق لا تشير إلي تميز الذکور أو الإناث علي مقاييس أحد نصفي المخ, بل تشير إلي التناسق والتکامل بين نصفي المخ لدي الموهوبين الذکور والإناث, وأظهرت النتائج کذلک فروق بين الطلبة الذکور والإناث العاديين, حيث تميز الذکور علي مقاييس نصف المخ الأيمن والإناث علي مقاييس نصف المخ الأيسر, ويتسق ذلک مع الأدب النظري. واتضح من النتائج أن طلبة المرحلة الثانوية الموهوبين والعاديين يتفوقوا علي طلبة المرحلة المتوسطة في سرعة ودقة معالجة المعلومات. وتوصلت الدراسة إلي مجموعة من المقترحات والتوصيات من أهمها استخدام المقاييس النيوروسيکلوجية في الکشف والتعرف علي الطلبة الموهوبين, لتحديد نقاط القوة لديهم وتقديم البرامج المناسبة لهم, واجراء دراسات أخري مشابهة علي مراحل مبکرة کالتعليم الابتدائي.