تهدف الدراسة الحالية إلى معاودة التفکير في الطريقة التي يتم بها إنتاج المعرفة الخاصة بمجالي التربية المقارنة والدولية وتداولها على نطاق عالمي، والکشف عن الدور الذي لعبه کل من الاستعمار القديم والاستعمار الجديد في وجود التربية المقارنة والدولية بشکلها الحالي في دول الجنوب وعالمنا العربي ، والتداعيات المنعکسة على الباحثين المقارنين من صعوبات بحثية ومشکلات منهجية على مستوى دول الجنوب والعالم العربي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة ، من خلال إلقاء الضوء على المبادرات المنهجية المقارنة التي قام بها رواد المجال، والتي يلاحظ تجاهلها الواضح لسياقات تاريخية وجيوسياسية وثقافية معينة،  والتأکيد على علاقات ومراکز القوة المختلفة في أساليب إنتاج المعرفة ، وتمجيد فکرة الاستعارة ونقل الخبرة الأجنبية بمبادرات ومبارکات دولية، وأخيراً محاولة طرح رؤية لتحرير التربية المقارنة والدولية من الهيمنة الفکرية الغربية.
     وهذا من خلال استقراء الأدبيات والدراسات التربوية العالمية والمحلية التي تناولت هذا المجال،  وسوف تتم المعالجة المنهجية الکيفية عن طريق توظيف هذا التراث التربوي في بلورة سبل مواجهة استعمار المعرفة في التربية المقارنة والدولية في ضوء مضمون نظرية ما بعد الاستعمار، وبحث تطبيقاتها في مجال التصدي والمواجهة.