تحظى فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في الوقت الراهن بمزيد من الاهتمام على المستويات کافة والتي منها فئة ذوي صعوبات التعلم، ومن ثم يسعى البحث الحالي إلى بناء برنامج في ضوء نظرية العبء المعرفي لعلاج صعوبات فهم المقروء وخفض أحد المظاهر الانفعالية المرتبطة بالقراءة وهو قلق القراءة لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي ذوي صعوبات التعلم. ولتحقيق هذا الهدف سار البحث في مجموعة من الإجراءات لعل من أهمها: التوصل إلى قائمة بصعوبات الفهم القرائي، وقد تضمنت قائمة الصعوبات (20 صعوبة)، وُزعت على أربعة مستويات، هي صعوبات الفهم على مستوى الکلمة، والجملة، والفقرة، والنص. کما تم تحديد أبعاد قلق القراءة التي يجب مساعدة التلاميذ في التغلب عليها، ثم تم بعد ذلک بناء البرنامج المقترح وذلک من خلال (تحديد أهدافه، اختيار محتوى الجلسات، إعداد کراسة الأنشطة والتدريبات، تحديد إجراءات التدريس في ضوء استراتيجيات العبء المعرفي، تحديد الوسائط التعليمية، إعداد أساليب التقويم، ثم إعداد دليل المعلم). کما تم تحديد أدوات القياس المتطلبة، وشملت (اختبار صعوبات فهم المقروء، مقياس قلق القراءة). واعتمد البحث التصميم التجريبي القائم على المجموعتين، فتم اختيار مجموعة من التلاميذ ذوي صعوبات التعلم في ضوء الأدوات المناسبة (اختبار المصفوفات المتتابعة لرافن للذکاء-اختبار المسح النيورولوجي السريع للتعرف على ذوي صعوبات التعلم-الاختبار التشخيصي)، وقد تکونت مجموعة البحث من ثلاثين تلميذا وتلميذة من ذوي صعوبات التعلم تم تقسيمهم إلى مجموعتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة. وبعد تدريس البرنامج ومقارنة متوسطات رتب درجات المجموعتين في التطبيق البعدي وکذلک مقارنة رتب درجات المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار صعوبات فهم المقروء ومقياس قلق القراءة، وما تلى ذلک من حساب حجم التأثير تبين أن البرنامج القائم على نظرية العبء المعرفي له تأثير کبير في علاج صعوبات فهم المقروء وخفض قلق القراءة لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم، کما تبين أيضا وجود علاقة ارتباطية سالبة بين فهم المقروء وقلق القراءة.