تُعد الحاجة إلى الانتماء من الحاجات الضرورية للنفس البشرية، فشعور الفرد بانتمائه إلى جماعته التي يتشارک معها الطبائع والعادات، والقيم والاتجاهات، والتي يتواصل معها بلغة واحدة، ويجمعهم تاريخ مشترک يجعله أکثر استقرارا. إلا أن هذا الانتماء کظاهرة اجتماعية، يتأثر کغيره من الظواهر الأخرى بالتحولات المختلفة التي يشهدها المجتمع، ويُعد الشباب أشد المتأثرين بهذه التحولات؛ لأنهم بحسب طبيعتهم العُمرية، يُعدون الفئة الأکثر ميلاً للأفکار الغريبة والجديدة، والأشد انجذاباً للممارسات غير المألوفة، وهو ما يقودهم إلى الانسلاخ من تراثهم، والابتعاد عن قيم مجتمعهم، الأمر الذي شکّل تحدياً غير مسبوق للقيم المجتمعية، إذ بات الشباب أبعد ما يکونوا عن مجتمعاتهم، حتى وصل الأمر إلى تشتت هويتهم ومسخها.